الإحسان إلى الجار
أبو الهيثم محمد درويش
وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم ثناء الجار على جاره أو ذَمِّه له مقياسًا للإحسان والإساءة؛ فقد جاء في (صحيح الجامع) وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف لي أن أعلم إذا أحسنتُ وإذا أسأتُ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتَ جيرانك يقولون: قد أحسنت؛ فقد أحسنت، وإذا سمعتهم يقولون: قد أسأتَ؛ فقد أسأت»..
تقبَّل الله مِنَّا ومنكم الطاعات، وجعل أيام أعيادنا أيام بهجةً ومسرَّات مُزيَّنة بالطاعات.
ومن الطاعات التي يزداد بها العيد بهجة وسرورًا: (الإحسان إلى الجار).
ما أجمل أن تعُمّ فرحة العيد أبناء الحي الواحد وتجمعهم المودة وحُسن الجيرة وحُسن السيرة والتاريخ المشترك المليء بالود والتكافل والتكاتف وحُسن الأخلاق وحُسن الجوار.
فقد أوصانا الله تعالى بالجار فقال: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء:36].
وروى البخاري عن أبي شريح رضي الله عنه مرفوعًا: « »، قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: « ».
وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم ثناء الجار على جاره أو ذَمِّه له مقياسًا للإحسان والإساءة؛ فقد جاء في (صحيح الجامع) وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف لي أن أعلم إذا أحسنتُ وإذا أسأتُ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « »..
وما أجمل زيارة الجار الثري لجاره الفقير بلا تكبُّر أو استعلاء، وما قد يُضفيه مثل هذا التصرُّف على المجتمع من محبةٍ وإخاء..
فلماذا نُضيِّع فُرص الإحسان خاصةً في هذه الأيام والليالي الحِسان..!