[232] سورة الحج (6)

محمد علي يوسف

  • التصنيفات: التفسير -

{وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}..

{وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ}..

التبشير أمر من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم كما أن إنذار القوم وتنبيههم أمر..

لكن في جُل البُشريات والوعود القرآنية لا تجد التخصيص لشخصٍ مُعيَّن أو طائفة بعينها؛ ولكنها غالبًا ما تكون مرتبطة بصفات وخصائص من حققها استحق أن تشمله تلك البشريات..

ففي سورة الحج تجد ترابطًا بين البِشارة وبين مقام الإحسان وذلك في قوله: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} [النحل:37]..

والمخبتون كذلك لهم نصيبهم من البُشرى كما في قوله: {فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ۗ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} [الحج من الآية:34]..

وأيضًا في سورة الأحقاف تجد التلازم بين البُشرى وبين الإحسان: {وَهَٰذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ} [الأحقاف من الآية:12]..

وفي سورة البقرة تلاحظ أن الأمر بالبُشرى خاص بالصابرين: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين} [البقرة:155]..

وجاءت البُشرى كذلك لمن حقق الإسلام لله تعالى كما في قوله: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل:89]..

وأيضًا تجد جمعًا من الصفات الرائعة ارتبط بها التبشير في سورة التوبة: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الحج:112]..

فإيمانٍ وعمل، وصبرٌ وإخبات، وإحسانٌ وإسلامٌ لله جل وعلا..

صفاتٌ وخصائص حريٌ بمن حققها أن يَنتصِر ويُمكَّن له..

وهذا هو من يستحق أن يُبشَّر.
 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام