[238] سورة المؤمنون (2)
محمد علي يوسف
- التصنيفات: التفسير -
وصلاح الصالحين حجة في الأرض على الفاسدين..
تلك حقيقة بيَّنها ربُّ العالمين في كتابه الكريم وذلك في ردَّه حين يصرخ أصحاب الجحيم: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ} [المؤمنون:106]..
فيُجيبهم ويُقيم عليهم الحجة بفعل الصالحين: {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} [المؤمنون:109]..
إن صلاح هؤلاء وثباتهم دليل دامغ على أن الأمر ممكن..
أن الشقوة لا تغلب كما تزعمون..
ها هم مؤمنون صالحون مستمسكون لربهم داعون راغبون..
ها هم يُثبِتون أن الأمر لم يكن مستحيلًا كما تدَّعون..
فهل اعتبرتم بهم أو اقتديتم بشأنهم..
العكس هو ما حدث..
{فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ} [المؤمنون:110]..
بدلًا من اقتفاء أثرهم والاقتداء بهم سخرتم واستهزأتم وربما آذيتم وتطاولتم..
فماذا كانت النتيجة وأين هؤلاء وأين أنتم..!
{إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ} [المؤمنون:111].