[254] سورة النور (8)
محمد علي يوسف
لماذا يحب البعض أن تشيع الفاحشة في المؤمنين؟! قبل أن تُفكِّر في الإجابة دع عنك الإغراق في نظريات المؤامرة ورغبة أعداء الخارج في إضعاف المسلمين؛ فهي وإن حملت وجهًا من الحقيقة إلا أنها أحيانًا تكون رِمالًا ندفن فيها رؤوسنا لكي لا نرى الحقيقة كاملة..! حقيقة أن من بيننا من يحب أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين..! يحب أن تشيع الفاحشة كي لا يكون وحده..! يحب أن تشيع الفاحشة كي يرضى عن نفسه ويسكن بقايا ضميره..! يحب أن تشيع الفاحشة لكي يقول لنفسه ها قد عمَّت البلوى وكل الناس مثلي "واللي زي الناس ما يتعبش"..! وربما كان يحبها لأسباب تآمرية أخرى..!
- التصنيفات: التفسير -
ولماذا يحب البعض أن تشيع الفاحشة في المؤمنين؟!
قبل أن تُفكِّر في الإجابة دع عنك الإغراق في نظريات المؤامرة ورغبة أعداء الخارج في إضعاف المسلمين؛ فهي وإن حملت وجهًا من الحقيقة إلا أنها أحيانًا تكون رِمالًا ندفن فيها رؤوسنا لكي لا نرى الحقيقة كاملة..!
حقيقة أن من بيننا من يحب أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين..!
يحب أن تشيع الفاحشة كي لا يكون وحده..!
يحب أن تشيع الفاحشة كي يرضى عن نفسه ويسكن بقايا ضميره..!
يحب أن تشيع الفاحشة لكي يقول لنفسه ها قد عمَّت البلوى وكل الناس مثلي "واللي زي الناس ما يتعبش"..!
وربما كان يحبها لأسباب تآمرية أخرى..!
المهم أن غايته كقدوته وهدفه مثل هدف إمامه حين غوى وعصى فقال: {لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}"..
إنه رد فعل نفسي في أصله يميل فيه الساقط لئلا يكون وحيدًا في تلك الدركات التي يعلم بينه وبين نفسه أنها دركات..!
فلماذا يهوي فيها وحده..!
لسان حاله فليسقطوا معي جميعًا ويهووا كما هويت ولا أحد أحسن من أحد..!
ولأن ذنبهم لم يعد قاصرًا وصاروا متعدين مفسدين لغيرهم ولأن من علامات الإيمان محبة الخير للغير كما يحبه المرء لنفسه بينما هؤلاء، المفسدون يحبون الشر للناس ويدلونهم عليه فإن ذلك دل على نقص إيمانهم وانعدام ضميرهم فاستحقوا لأجل ذلك العذاب في الدنيا والآخرة..
{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور:19]..