[299] سورة الروم (3)
محمد علي يوسف
- التصنيفات: التفسير -
وهؤلاء الذين خطفت أبصارهم أضواء المادة وأبهر نفوسهم بريقها وما لفت انتباههم إلا وهجها الساطع حتى لم يدع مجالَا لشيء آخر يرونه إلى جوار تلك الأضواء المادية - يحتاجون إلي تذكرة عاجلة تربت معانيها على أكتافهم منبهة إيَّاهم أن أفيقوا وأدركوا موازينكم التي مالت وطفت أو كادت دون أن تلحظوا بسبب ذلك الوهج الدنيوي الساطع الذي يكاد يُعمي أعينكم..
ذلك التنبيه والمعاني التي تربت على أكتاف المنبهرين بأضواء الدنيا البراقة تتجلى في آية محكمة مقسطة عادلة متوازنة..
{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم:7]..
إنه ميزانٌ حسَّاس تنبههم الآية إليه برفقٍ حازم أن تأمّلوا معاييركم وأدركوا تقييمكم لا تجعلوه تقييمًا دنيويًا قحًا ولا تشغلنكم أضواء دنياهم الباهرة عن معيار الحياة الآخرة..
ميزانٌ يضبط الحكم على الأشخاص والمجموعات من خلال التكامل بين العاجلة والآجلة، وبين الظاهر والباطن، وبين النجاح الروحي والمادي، ومن خلال هذا التكامل يستقيم النظر ويصح التقييم وينضبط الميزان.. ميزان الدنيا والآخرة.