القدس يا مسلمون، أفلا تستفيقون؟!

أيمن الشعبان

الكل شاهد ولا زال يشاهد وتابع الأحداث المؤلمة المفجعة المفزعة في بيت المقدس، وما يدور في المسجد الأقصى وحوله وما يراد له من طمس لمعالمه، وهدم لبناءه وتهويد كامل لمقدساتنا في فلسطين من قبل اليهود الغاصبين المعتدين الملاعين. فلسطين والمسجد الأقصى الحدث المُتجدِّد الحاضر في أذهان ونفوس وقلوب وعقول جميع المسلمين، بل كثير من المهتمين والمتابعين في العالم، وربنا جل وعلا -لحكمة بالغة- جعل لُب الصراع بين الحق والباطل منذ أن أوجد الله الخليقة إلى قيام الساعة في تلك الأرض المباركة المُقدَّسة.

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

الكل شاهد ولا زال يشاهد وتابع الأحداث المؤلمة المفجعة المفزعة في بيت المقدس، وما يدور في المسجد الأقصى وحوله وما يراد له من طمس لمعالمه، وهدم لبناءه وتهويد كامل لمُقدَّساتنا في فلسطين من قبل اليهود الغاصبين المعتدين الملاعين.

فلسطين والمسجد الأقصى الحدث المُتجدِّد الحاضر في أذهان ونفوس وقلوب وعقول جميع المسلمين، بل كثير من المهتمين والمتابعين في العالم، وربنا جل وعلا -لحكمة بالغة- جعل لُب الصراع بين الحق والباطل منذ أن أوجد الله الخليقة إلى قيام الساعة في تلك الأرض المباركة المُقدَّسة.

فالمسجد الأقصى أول قبلة للمسلمين، وثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام، وثالث مسجد يُشد إليه الرحال، مسرى النبي عليه الصلاة والسلام ومعراجه إلى السموات العلى، فيه تُضاعف أجور الصلوات، وفيه صلى نبينا عليه الصلاة والسلام إمامًا بجميع الأنبياء، بورك فيه وبمن حوله، ويرجى لمن صلى فيه أن يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وبيت المقدس مبتغى الفاتحين وفيه رباط المجاهدين، وهو محل الطائفة المنصورة التي تقاتل على الحق، ظاهرين على من ناوأهم، وقد بشر النبي عليه الصلاة والسلام بفتحها، وهي مهبط الأنبياء ومعدنهم وقبورهم فيها، ومهد الرسالات، وفلسطين هي ملجأ ومأوى ومهجر الأنبياء الذين أوذوا واضطهِدوا من أقوامهم، فقد هاجر إليها أبو الأنبياء إبراهيم ونبي الله لوط من العراق، وكذلك هاجر موسى عليه السلام إليها من مصر، وفيها يحسم الصراع مع الباطل ويقتل المسيح الدجال، وهي أرض المحشر والمنشر.

وقد ذكر مجير الدين الحنبلي في كتابه (الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، ص: [239]) لمحة رائعة بفضل بيت المقدس من رواية مقاتل بن سليمان يقول: "ما فيه شبر إلا وقد صلى عليه نبي مرسل أو قام عليه مقرَّب.. وتاب الله على زكريا وبشَّره بيحيى عليهما السلام في بيت المقدس، وكان الأنبياء عليهم السلام يُقرِّبون القرابين في بيت المقدس. وأوتيت مريم عليها السلام فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء في بيت المقدس وولد عيسى عليه السلام وتعلَّم في المهد صبيًا في بيت المقدس ورفعه الله إلى السماء من بيت المقدس، وأُنزِلت عليه المائدة في بيت المقدس. وأعطى الله البُراق للنبي صلى الله عليه وسلم تحمله إلى بيت المقدس".

والقدس مدينة عريقة تاريخها مجيد: "ذلك لأنها صمدت لنوائب الزمان بجميع أنواعها، وطوارئ الأحداث بجميع ألوانها. حتى لم يبق فاتح من الفاتحين، أو غاز من الغزاة المتقدمين والمتأخرين الذين صالوا في هذا الجزء من الشرق، إلا ونازلته، فأما أن يكون قد صرعها، أو تكون هي قد صرعته" من (كتاب المفصل في تاريخ القدس؛ عارف العارف).

وبعد أن أذلَّ الله الإمبراطورية الرومانية وانصاعوا لدفع الجزية سلَّموا مفاتيح بيت المقدس لعمر الفاروق رضي الله عنه وأرضاه سنة 15 للهجرة، وولَّى عليها أبو عبيدة أمين هذه الأمة رضي الله عنه، وعندما أرسل إليه عمر بأربعة آلاف دينار وقال لرسوله: انظر ماذا يصنع بها، فقسمها أبو عبيدة، فلما بلغ عمر ذلك قال: "الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يصنع هذا!".

وعندما قدم عمر لبيت أبي عبيدة رضي الله عنهما وعن جميع الصحابة لم يرَ في البيت شيئًا، فقال له عمر: "غيَّرتنا الدنيا كلنا غيرك يا أبا عبيدة"، فلا إله إلا الله كيف أعزَّ الله الإسلام وأهله ومُقدَّساتنا بأمثال هؤلاء الأبطال، الذين قل أشباههم هذه الأيام والله المستعان، وما ذلك إلا أنهم جعلوا شعارهم: "نحن قومٌ أعزَّنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العِزَّة في غيره أذلَّنا الله".


وما أصدق القائل فينا هذه الأيام:

أي الحكايا ستروى عارنا جلل *** نحن الهوان وذل القدس يكفينا
من باعنا خبروني كلهم صمتوا *** والأرض صارت مزانًا للمرابينا
هل من زمان نقي يف ضمائرنا *** يحيي الشموخ الذي ولَّى فيحيينا

القدس يا مسلمون تئِن وتصرخ متى تستيقظون؟! القدس في محنة في أزمة وهي اليوم لنا أحوج ما تكون.. فقد دنسها اليهود الحاقدون.. وانتهكوا حرمتها فماذا تنتظرون؟! ستون عامًا ونحن نائمون.. أما حان الوقت لأن نكون..

القدس يا مسلمون تنادي متى تنتصرون.. ولماذا أنتم قاعدون؟! أم أنكم رضيتم بالدون.. والله يوم القيامة ستسألون.. عن الأقصى عن المساجد التي دُنِّسَت بأيدي الغادرون.. عن معالمنا عن آثارنا وعن الزيتون.. ما لكم يا مسلمون أفلا تعقلون..!

اليهود قوم ملعونون ومغضوب عليهم، اجتمعوا من شتات الأرض ليغتصبوا أرضنا وبلادنا ومُقدَّساتنا، فهم شُذَّاذ الآفاق أكَّالون للسحت سمَّاعون للكذب، أُمّة مخادعة جُبِلَت على الخيانة والغدر والمكر، ومهما ادَّعوا من شعاراتٍ وتصريحات، فلا ينبغي تصديقهم، فتاريخهم قديمًا وحديثًا حافل بالمكائد للإسلام وأهله، فهلَّا قرأنا التاريخ واستلهمنا منه الدروس والعبر؟!

والله إن كل ما يفعله اليهود ليس بعيدًا عن صفاتهم، فهم يصرحون بأن معركتهم وصراعهم معنا صراع عقدي، والأرض يهودية وما كنيس الخراب الذي أعلنوا عن افتتاحه مؤخرًا لأكبر دليل لذلك، واليهود ينطلقون بتصرُّفاتهم تلك من عقدة النقص بقلة الآثار المُقدَّسة لهم وعليه فيبتكرون مصطلحًا ما، ثم يُقدِّسونه ثم يعملوا الدراسات والمشاريع لتنفيذ ذلك المُقدَّس "المزعوم" على أرض الواقع ثم يتم جمع الحشد والأموال من قبل يهود العالم والمتعاطفين معهم ثم مرحلة التطبيق.

سنة 1949م اليهود ادَّعوا أن لديهم 49 مكانًا مُقدَّسًا بفلسطين، وفي عام 2000م بلغت 326 مكانًا ليتجاوز العدد الآن أكثر من 360 مُقدَّسًا لديهم، وأساليب طمس المعالم وتهويد البلاد ومشاريعهم مستمرة من غير توقُّف، ولم يسلَم من عبثهم مسجد أو حارة أو معلَم أو حتى المقابر، فهم عازمون على المضي بمشروعهم التهويدي ولا تردعهم ما تُسمَّى بالقرارات الدولية أو اللجنة الرباعية أو اتفاقيات السلام، فهم يدعون السلام وفعالهم فعال أهل الحرب! وهم يترفعون على كل شيء ويعتبرون جميع العالم خدمٌ لهم وعندهم الغاية تُبرِّر الوسيلة وقد ذكر الله عنهم بأنهم قالوا: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران من الآية:75].

وليس مستغربًا أن يفعل يهود بأرضنا ومُقدَّساتنا وتراثنا كل هذه الأفاعيل، فهم قتلة الأنبياء ومكذِّبوا الرسل ومحرِّفوا الكتب، ناقضي العهود، لكن أن نصل إلى حالة من عدم الإحساس واللا مبالاة بمقدراتنا وعقيدتنا وديننا وثوابتنا، فهذه والله طامة كبرى وخيانة عظمى ومأساة حقيقة تعاني منها الأمة.

إن الحقيقة الكبرى التي بدأت تتلاشى وتضعف في نفوس الأمة للأسف؛ هي أن القضية الفلسطينية قضية أُمَّة بالكامل، ولا ينبغي التهاون فيها أو التعامل معها بردود أفعال آنية وقتية عابرة، أو بعاطفةٍ وحماسة عاجلة، ولا بُدَّ لكل فردٌ مسلم مراجعة نفسه وسلوكه ومعتقده إزاء هذه القضية، فعمر رضي الله عنه وأرضاه قد أوقف بيت المقدس، وتوالت فتاوى العلماء قديمًا وحديثًا بعدم التنازل أو بيع أي شبر من أرض فلسطين لأن هذا سيؤدي لضياع القدس بأكملها لا قدَّر الله.

إن المواقف المخزية الهزيلة للأمة؛ إزاء ما تتعرض له مُقدَّساتنا بفلسطين لمؤشر خطير وانعطافة كبيرة ومرحلة محرجة، ينبغي على الجميع مراجعة نفسه ومواقفه حكامًا ومحكومين رؤساء ومرؤسين قادة ومقودين علماء ودعاة وأمراء وطلاب علم وأغنياء وفقراء، وكل له دوره وثقله بحسب مسؤوليته ومكانته في هذه الأمة المقهورة المغلوبة على أمرها، ونحن بأمس الحاجة الآن لأن نصطلح مع الله عز وجل ومع أنفسنا، كما أن القدس وفلسطين بأمسّ الحاجة منا لوقفة تاريخية شجاعة مسؤولة.

أيها الأخوة كفانا شعارات وادِّعاءات وخطابات ومهرجانات وصراخ وأنين وآهات، فنحن بحاجةٍ لخطوات عملية جدية ننصر فيها ديننا ومعتقدنا وقضيتنا وقدسنا وأرضنا، فالحاكم والرئيس ينبغي عليه أن يُسجِّل موقفًا تاريخيًا يكتب له، وإلا فلن يرحمه التاريخ ولا الأجيال القادمة وسيكون الخزي والعار يوم القيامة {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ} [الشعراء:88]، {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة:18]، فإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، ومن الوسائل العملية التي ينبغي على القادة والرؤساء والحكام اتخاذها في تلك القضية كأقل تقدير وأضعف الإيمان:

1- أن يتقِّ الله عز وجل جميع الحكام وأن يعودوا لرشدهم وتحكيم كتاب ربهم وسنة نبيهم فبهما النجاة والفلاح والعِزَّة والتمكين والغلبة والنصر {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء:10].

2- سحب جميع مبادرات السلام العربية المطروحة مع اليهود، لأنهم أُمَّة حرب وعِداء وفتنة ولا ينفع معهم السلام إطلاقًا.

3- إيقاف جميع أشكال التطبيع السياسية والاقتصادية والثقافية مع الكيان اليهودي وتحريم وتجريم ذلك، وطرد جميع السفراء وإغلاق السفارات اليهودية في الدول العربية والإسلامية.

4- إيقاف تصدير النفط وجميع أشكال التعاون الاقتصادي مع كل دولة تؤيد وتساند اليهود بتلك الأفعال والجرائم.

5- إلزام المدارس والكليات والمعاهد والجامعات تدريس مادة تتعلق بالقدس وفضائله وتثقيف جميع الأجيال بأسلمة القضية وأهميتها وجميع أبعادها.

6- السماح للشعوب والنزول عند رغباتهم المشروعة للتعبير والوقوف مع تلك القضية، ودعم صمود أهلنا بفلسطين ماديًا ومعنويًا وإعلاميًا وسياسيًا وبكل الأشكال.

لا سلام، لا كلام معكم *** فأنتم دومًا لمواثيقكم ناقضون
تعرفون أنه الحق من ربكم *** لهذا أنتم لديننا تحسدون

أغبياء أنتم لكن *** في الحيلة والمكر بارعون
تنكسون بالليل على أنفسكم *** وصم بكم عمي تصبحون

وبظننا أن هذه المطالب العملية والوسائل الممكنة -المقدور عليها- هي أضعف الإيمان ومن باب: {مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الأعراف من الآية:164]، ووالله وبالله وتالله لو تحققت هذه لرأينا تقدُّمًا كبيرًا وشيئًا عجيبًا ولكن أين الإرادة والعزيمة والهِمَّة!

وفي خضم هذا الذل والهوان والغثائية المهلكة التي نمرُّ بها، عليك أيها المسلم وأيتها المسلمة واجبات ومهام ومواقف لا تقل عن أولئك أصحاب القرار ومن بيدهم الأمر، فما نزل بلاء إلا بذنبٍ وما رفع إلا بتوبة، وإن الذنب الذي نرتكبه يؤخر النصر علينا ويزيد من جرأة أعدائنا، لأن ربنا قد وعدنا وأخبرنا بقوله: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} [الحج من الآية:40]، {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد من الآية:7]، ولا يقول قائل أنا فقير ليس لدي مال أنفقه، أو أنا ضعيف ليس لدي جهد أبذله، أو أنا غير مُتعلِّم وهلمّ جرا... فهلَّا تأسينا بالنملة عندما أحسَّت بالخطر القادم أنذرت قومها وقد قصّ الله علينا هذا الحدث وأعلى ذكرها فقال عز وجل: {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [النمل:18]، فأخبرنا سبحانه بأنها نملة نكرة يعني أي نملة ليس لها منصب ولا مكانة ولا جاه ولا أبهة فتأمَّلوا!

على جميع المسلمين تثقيف جميع الأجيال وغرس حب القدس وفلسطين في نفوسهم وقلوبهم، واستشعارهم بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم، ونشر فضائل المسجد الأقصى وإظهار المخاطر المحدقة به، وأنه آن الأوان ليكون لكل فرد مسلم دور في هذه القضية، وأن لا نتواكل لأمور استهلاكية أُغرقنا فيها وأشغلنا، حتى أضعنا ثوابتنا وأساسيات ديننا.

ثم اعلموا أيها الأخوة جميعًا أن القدس في خطر كبير، ولن تُحرَّر وتعاد إلى حياض المسلمين إلا إذا صدقنا مع ربّ العالمين، وأحسنَّا التوبة والإنابة وأحيينا عقيدة الولاء والبراء فبدونها لن يستقيم أمرنا، ونصبح كالمستجير من الرمضاء بالنار، فالله عز وجل إذا أراد شيئًا هيء أسبابه، وصحة الانتهاء من صحة الابتداء، ولا بُدَّ من الأخذ بالأسباب الشرعية للنصر والتمكين وتحرير البلاد، ولو تأمَّلنا كتاب ربنا لوجدنا أن جماع هذه الأسباب أمور معنوية وقضية الإعداد المادي من القوة والعدة والعدد أشياء ثانوية ونتائج لاحقة وتتمة لاستكمال الأسباب المادية لكن الأصل في تلك الوسائل شرعية معنوية، مثل الإيمان والعمل الصالح وكثرة ذكر الله والصبر والثبات والتوكل على الله والتقوى.

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "الطريق إلى القدس طريق واحد لا بديل عنه، هو الإيمان والتقوى والعمل الصالح، وما ضاع المسجد الأقصى إلا لأننا فرطنا في إيماننا، وضيَّعنا معالِمه وأوامره، ولا يرجع المسجد الأقصى إلا أن نرجع لتدارك ما فرطنا، فنعود إلى ربِّ العالمين، باتباع كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على منهج السلف الصالح.. والنصر لا يكون إلا بالأيدي المتوضئة وبالجباه الساجدة، والأنفس الزكية، والأجساد المُتطهِّرة، والألسنة المحفوظة، بذلك يقع النصر والتمكين إن شاء الله، ويشعر كل مسلم أن عليه واجبًا نحو النصر، نحو القدس، نحو دماء المسلمين، نحو ديار المسلمين".

واعلموا أن القدس ضاعت عندما كانت تحت حكم الدولة الفاطمية الرافضية ومؤخرًا عندما رفعت رايات عمية جاهلية غير إسلامية أيضًا ابتعدنا عن طريقها، ولن تعود أو تتحرَّر حتى نحقق شرط ربنا تعالى: {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور من الآية:55]، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها كما قال إمام دار الهجرة مالك رحمه الله، ويقول مفتي القدس الحاج أمين الحسيني رحمه الله: "عودوا إلى الله تعودوا إلى فلسطين".

وأخيرًا لا تبخلوا على أهلكم بفلسطين بدعوة صالحة خالصة فيها تضرُّعٌ واستكانة وخضوع لله عز وجل، ولا يقول قائل هذا أقل ما نُقدِّمه لأخواننا هناك كلَّا وحاشا، فالدعاء سلاح من لا سلاح له، وتأثيره عظيم والمتتبع لقصص الأنبياء وسير الصالحين يجد ذلك جليًا، إذ يقول عليه الصلاة والسلام: «هل تنصرون إلا بضعفائكم؟ بدعوتهم وإخلاصهم» (صحيح الجامع)، وعندما قيل للإمام أحمد؛ كم بيننا وبين عرش الرحمن؟ قال: "دعوة صادقة من قلب صادق".

نسأل الله العزيز بأسماءه الحسنى وصفاته العلى أن يحفظ وينصر ويثبت أهلنا وإخواننا في فلسطين، ألهم أيدهم بتأييدك وكن معهم ولا تكن عليهم، وزلزل الأرض من تحت عدوك وعدوهم، اللهم عليك باليهود الملاعين، اللهم دمِّرهم أي دمار وشتِّتهم أي شتات واجعلهم عِبرة لمن يعتبر، وغنيمة للمسلمين، اللهم نصرك المؤزر الذي وعدت، اللهم حرَّر المسجد الأقصى من براثن اليهود الغاصبين وارزقنا صلاة فيه قبل الممات يا ربّ العالمين.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام