[350] سورة الزمر (3) - (4)
محمد علي يوسف
- التصنيفات: التفسير -
(3)
وليخش أولئك الذين تستبشر نفوسهم وتتهلَّل أساريرهم وتفرح قلوبهم بعوارض الدنيا الزائلة ومتاعها القليل؛ حين يذكر أمامهم فتطرب لذكره أفئدتهم وتحلو به مجالسهم وتطول.. بينما لا يطيقون سماع بضعة آيات من القرآن أو موعظة وتذكير بالله ولئن تكلفوا سماعها وجدتهم يتململون ويتأفَّفون وفي ساعاتهم ينظرون يستعجلون الانتهاء ويودون الفراغ من ذلك السماع ومواصلة ما تستبشر له قلوبهم من أحاديث..!
فليخشَ هؤلاء أن يكونوا قد تلبسوا بصفة من صفات أهل هذه الآية: {وإِذَا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الزمر:45].
(4)
ولو لم يكن في الشكر من فضل إلا أن مولاك يرضاه لك لكفى.. {وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر من الآية:7]..
فسبحان من جعل رضاه في شربة ماء يتجرّعها العبد فيحمده عليها، أو لقمة تلذُّذ وهو يلوكها بمعنى الرزق فحمده عليه..
سبحان من جعل رضاه في شكرٍ وحمد..
وعجبًا لمن أبى أن يرضيه...!