العبادة (6)
ابن تيمية
وأما العبادة وما يناسبها من التوكل والخوف ونحو ذلك، فلا يكون إلا لله وحده، كما قال تعالى: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا}، إلى قوله: {فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}، وقال تعالى: {ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون}.
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
وأما العبادة وما يناسبها من التوكل والخوف ونحو ذلك، فلا يكون إلا لله وحده، كما قال تعالى: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا}، إلى قوله: {فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}، وقال تعالى: {ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون}، فالإيتاء لله والرسول كقوله: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}، وأما الحسب وهو الكافي فهو الله وحده كما قال تعالى: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}، وقال تعالى: {يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين}، أي حسبك وحسب من اتبعك الله.
ومن ظن أن المعنى حسبك الله والمؤمنون معه فقد غلط غلطا فاحشا كما قد بسطناه في غير هذا الموضع وقال تعالى: {أليس الله بكاف عبده}.
تحرير ذلك أن العبد يراد به المعبد الذي عبده الله فذلله ودبره.