الفرق بين الخالق والمخلوق (15)
ابن تيمية
وقسم سيبويه الكلام إلى اسم وفعل وحرف، جاء لمعنى ليس باسم وفعل، وكل من هذه الأقسام يسمى حرفا لكن خاصة الثالث أنه حرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل وسمى حروف الهجاء باسم الحرف، وهى أسماء ولفظ الحرف يتناول هذه الأسماء وغيرها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات أما أني لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف»، وقد سأل الخليل أصحابه عن النطق بحرف الزاي من زيد فقالوا زاي فقال جئتم بالاسم وإنما الحرف ز.
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
وقسم سيبويه الكلام إلى اسم وفعل وحرف، جاء لمعنى ليس باسم وفعل، وكل من هذه الأقسام يسمى حرفا لكن خاصة الثالث أنه حرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل وسمى حروف الهجاء باسم الحرف، وهى أسماء ولفظ الحرف يتناول هذه الأسماء وغيرها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم « »، وقد سأل الخليل أصحابه عن النطق بحرف الزاي من زيد فقالوا زاي فقال جئتم بالاسم وإنما الحرف ز.
ثم إن النحاة اصطلحوا على أن هذا المسمى في اللغة بالحرف يسمى كلمة وإن لفظ الحرف يخص لما جاء المعنى ليس باسم ولا فعل كحروف الجر ونحوها، وأما ألفاظ حروف الهجاء فيعبر تارة بالحرف عن نفس الحرف من اللفظ وتارة باسم ذلك الحرف، ولما غلب هذا الاصطلاح صار يتوهم من اعتاده أنه هكذا في لغة العرب ومنهم من يجعل لفظ الكلمة في اللغة لفظا مشتركا بين الاسم مثلا وبين الجملة ولا يعرف في صريح اللغة من لفظ الكلمة إلا الجملة التامة.
والمقصود هنا أن المشروع في ذكر الله سبحانه هو ذكره بجملة تامة، وهو المسمى بالكلام والواحد منه بالكلمة، وهو الذي ينفع القلوب ويحصل به الثواب والأجر والقرب إلى الله ومعرفته ومحبته وخشيته وغير ذلك من المطالب العالية والمقاصد السامية، وأما الاقتصار على الاسم المفرد مظهرا أو مضمرا فلا أصل له فضلا عن أن يكون من ذكر الخاصة والعارفين بل هو وسيلة إلى أنواع من البدع والضلالات وذريعة إلى تصورات أحوال فاسدة من أحوال أهل الإلحاد وأهل الاتحاد كما قد بسط الكلام عليه في غير هذا الموضع.