مالك والشافعي
علي بن عبد الخالق القرني
وها هو الإمام مالك يأتيه رجل يستفتيه وهو في حلقة العلم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يدخل هذا الرجل إليه ويقول: يا إمام قد قلت لزوجتي أنت طالق إن لم تكوني أحلى من قمر.
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
وها هو الإمام مالك يأتيه رجل يستفتيه وهو في حلقة العلم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يدخل هذا الرجل إليه ويقول: يا إمام قد قلت لزوجتي أنت طالق إن لم تكوني أحلى من قمر.
ففكر الإمام قليلا ثم قال: ليس هناك أحلى من القمر، هذه طلقة ولا تعد لذلك.
كان تلميذه الشافعي يجلس إلى سارية من السواري، ولم يدري ما الذي حدث بينهما، وكان حريصا على طلب العلم، فلحق بهذا الأعرابي وقال: ما السؤال وما الإجابة، يريد أن يستفيد فائدة.
قال: قلت للإمام كذا وكذا، فقال القمر أحلى من زوجتك فزوجتك قد طلقت طلقة.
فقال: الإمام الشافعي لا، بل زوجتك أحلى من قمر.
قال أو قد رأيتها، وكانوا ذا غيرة، اغتاظ منه، قال لا، ألم تسمع قول الله جل وعلا: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ . وَطُورِ سِينِينَ . وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ . لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}.
فخلق الإنسان أحسن خلق، وأقوم خلق وأعدل خلق.
قال إذا نرجع إلى الإمام مالك، قال نرجع إليه.
فرجعوا إلى الإمام مالك فأخبروه الخبر فقال، الحق أحق أن يتبع أخطأ مالك وأصاب الشافعي.
فما أحوجنا إلى معرفة الرجال بالحق لا العكس.
والحق يعلو والأباطيل تسفل *** والحق عن أحكامه لا يُسأل
وإذا استحالة حالة وتبدلت *** فالله عز وجل لا يتبدل