(16)

بكر بن عبد الله أبو زيد

الحضرة- قولهم حقا قبل لا إله إلا الله- نسيت كذا

  • التصنيفات: النهي عن البدع والمنكرات -

· "الحضرة"
هذا من مفاسد الاصطلاح لدى الصوفية فيريدون بها حضرة جمع الفناء في توحيد الربوبية، أي فناء العبد في الرب ليكون كما قيل: "هو من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنا"، وهي نظير الحضرة عند أهل الإلحاد يريدون بها حضرة جمع الوجود في وجود واحد. نسأل الله السلامة والعافية.

· "حقاً: لا إله إلا الله"
يضيف بعض الناس لفظ: "حقّاً" قبل التهليل في جواب المؤذن. ولم أرَ له أصلًا.
وفي تأمين المأمون على دعاء الإمام حال القنوت تسمع بعض أهل الآفاق عن ذكر الإمام لتمجيد الله وتعظيمه وتنزيهه يقول المأمون: "حقًّا" ولا نعرف لها في ذلك أصلًا، والمناسبة: قول: سبحانه، ونحوها مما ورد به الشرع.

· "نسيت آية كذا"
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تقولن أحدكم: نسيت آية كذا، فإنه ليس نسي ولكن نُسِّي».
(رواه الطبراني. وأصله في مسلم، وقال البخاري في صحيحه: باب نسيان القرآن، وهل يقول: نسيت آية كذا وكذا؟).

وذكر أحاديث، منها بسنده عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم «بئس لأحدكم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نُسِّي».
قال الحافظ ابن حجر: "كأنه يريد أن النهي عن قول: نسيت آية كذا، وكذا ليس للزجر عن هذا اللفظ، بل الزجر عن تعاطي أسباب النسيان المقتضية لقول هذا اللفظ" اهـ.
والنهي عن اللفظ المذكور ظاهر النص، وفي الزجر عن أسباب النسيان أحاديث أُخر. والله أعلم.