أعجب من العَجب.. وزُهـدٌ علَّم الزُّهـد!
أبو فهر المسلم
إنها همزة الوصل بين أئمة السلف وأتباعهم من الخلَف! لئلَّا يتشدَّق مُتشدِّقٌ مُتهكِّمًا: إن هي إلَّا أساطير الأوَّلين! فأينَاك اليومَ يا طالبَ العِلم؟!
- التصنيفات: الزهد والرقائق - تراجم العلماء -
بالأمس إمام الأئمة أبو بكر محمد بن خزيمة رحمه الله..
واليوم المُفسِّر العلَّامة الشنقيطي -صاحب أضواء البيان- رحمه الله..
لا يعرفون فئات العُملة الورقية، ولا كفَّة الميزان!
قال الحاكم: "وسألتُ محمد بن الفضل بن محمد عن جده -ابن خُزيمة- فذكر أنه لا يدَّخر شيئًا جهدَه، بل يُنفقه على أهل العلم، وكان لا يعرف سنجة الوزن، ولا يُميز بين العشرة والعشرين، ربما أخذْنا منه العشرة، فيَتوهَّم أنها خمسة" (الذهبي رحمه الله، في السِّيَر).
وقد كان شيخُنا محمد الأمين الشنقيطى رحمه الله تعالى متقللاً من الدنيا، وقد شاهدتُه لا يَعرف فئات العُملة الورقية! وقد شافهني بقوله: "لقد جئتُ من البلاد -شنقيط- ومعي كنزٌ، قلَّ أن يُوجد عند أحد! وهو القناعة! ولو أردتُ المناصب لعرفتُ الطريقَ إليها، ولكنِّي لا أُوثر الدنيا على الآخرة،
ولا أبذل العلمَ لنيل المآرب الدنيوية" (بكر أبو زيد رحمه الله، في الحِلية).
قلتُ: رحمةُ الله عليكم وبركاته آل العلم حقًّا، والعمل به صدقًا!
إنها همزة الوصل بين أئمة السلف وأتباعهم من الخلَف! لئلَّا يتشدَّق مُتشدِّقٌ مُتهكِّمًا: إن هي إلَّا أساطير الأوَّلين! فأينَاك اليومَ يا طالبَ العِلم؟!