(6) معنى قوله عليه السلام: «وألا نُنازع الأمر أهلَه»
أبو فهر المسلم
أهل العدل والإحسان والفضل والدين، مع القوة على القيام بذلك، فهؤلاء لا ينازعون لأنهم أهله، وأما أهل الجور والفسق والظلم فليسوا بأهل له.
- التصنيفات: شرح الأحاديث وبيان فقهها - السياسة الشرعية -
"وأما قوله: « » (صحيح البخاري:7055)، فقد اختلف الناس في ذلك!
فقال القائلون منهم: أهله؛ أهل العدل والإحسان والفضل والدين، مع القوة على القيام بذلك، فهؤلاء لا ينازعون لأنهم أهله، وأما أهل الجور والفسق والظلم فليسوا بأهل له.
واحتجوا بقول الله عز وجل لإبراهيم:
{...قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة:124]،
ذهب إلى هذا طائفةٌ من السلف الصالح، واتَّبعهم بذلك خلَفٌ من الفضلاء والقُراء، والعلماء من أهل المدينة والعراق، وبهذا خرج ابن الزبير والحسين على يزيد، وخرج خيارُ أهل العراق وعلمائهم على الحجَّاج، ولهذا أخرج أهلُ المدينة بني أمية عنهم، وقاموا عليهم فكانت الحرّة" (ابن عبد البر رحمه الله، في الاستذكار).
قلتُ: فكيف لعاقلٍ رشيد؟! يفهَمُ الإسلامَ لفظًا ومعنًى، روحًا وحقيقة! أن يُنزلَ الظالمين الغاصبين منزلةَ العادلين الشرعيين! ويُقيم الفجارَ مقامَ الأبرار..؟!