معرفة سوء عاقبة المعصية

خالد أبو شادي

إخوتاه.. كيف يقدر على الدواء من لا يهتدي إلى الداء، وأصغوا بقلوبكم إلى قول ربكم: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران:152].

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -

وأنا هنا في خماسية الألم لن أستغرق في نكأ الجراح وتقليب الأحزان، بل سيكون شعاري: كل غم كان سببًا للسرور فهو سرور، وكل ظلمة شقت طريقًا إلى النور فهي نور، لذا سأنظر إلى وجه المحنة المشرق وأتأمل في نصف الكوب المليء، لأستجلي منها العبر وأستخرج لكم الدرر، ومنها: 

(1) معرفة سوء عاقبة المعصية: إخوتاه..  كيف يقدر على الدواء من لا يهتدي إلى الداء، وأصغوا بقلوبكم إلى قول ربكم: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران:152].

ففي غزوة أحد لم يؤثّر انسحاب رأس المنافقين عبد الله بن أبي ابن سلول بثلث الجيش وهم قرابة الثلاثمائة رجل، بل انتصر المسلمون انتصارًا ساحقًا في بادئ المعركة، وولت نساء المشركين الأدبار وعلى رأسهن هند بنت عتبة، في حين كانت معصية أربعين فقط سببًا مباشرا في الهزيمة، نعم أربعين فقط، ولم تكن معصيتهم سوى مخالفة الرماة مَوْضعهم الذي أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بلزومه، فبسبب معصية واحدة جاءت الهزيمة ومقتل سبعين من خيار الصحابة وإصابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشج رأسه الشريف وكسر رباعيته والتمثيل بأسد الله حمزة، فكيف بمعاصينا التي لا تُعد ولا تحصى؟!
والدرس المستفاد: إن قلة عددنا وضعف إمكاناتنا في مواجهة عدوّنا لا تضيرنا، لكن سوء فعالنا وقبيح ذنوبنا مهلك.