نداولها بين الناس

خالد أبو شادي

دوام الحال من المحال، وما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع، وفي غالب الأحيان يكون الهدم شرطًا للبناء، وما أظلم ليل إلا أسفر عن نهار، وليس بعد الكمال سوى النقصان، فكل غم إلى انحسار، وكل عال إلى انحدار، ومهما طال الليل فلابد للصبح أن يفتك به حين يبث الفجر طلائعه، ويهزم عسكر النور جند الظلام، وستخلع الأمة يومًا ثوب الذل والعار لترتدي بدلاً منه ثياب المجد والفخار.

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -

5. نداولها بين الناس: قال عبد الملك بن عمير فيما روى عنه الثوري: رأيت رأس الحسين بين يدي ابن زياد، ثم رأيت رأس ابن زياد بين يدي المختار، ثم رأيت رأس المختار بين يدي عبد الملك، فقال سفيان: فقلت له: كم كان بين أول هذه الرؤوس وآخرها؟ قال: اثنتا عشرة سنة.

دوام الحال من المحال، وما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع، وفي غالب الأحيان يكون الهدم شرطًا للبناء، وما أظلم ليل إلا أسفر عن نهار، وليس بعد الكمال سوى النقصان، فكل غم إلى انحسار، وكل عال إلى انحدار، ومهما طال الليل فلابد للصبح أن يفتك به حين يبث الفجر طلائعه، ويهزم عسكر النور جند الظلام، وستخلع الأمة يومًا ثوب الذل والعار لترتدي بدلاً منه ثياب المجد والفخار.

كانت السيادة يوما ما بيد الغرب، فسطع الإسلام في الشرق ليستلم القيادة، فلما تخلّت الأمة عن مصدر قوّتها وسر عزتها رجعت القيادة ثانية إلى الغرب، والآن بدأ عود الأمة إلى الإسلام لتستعد لحمل الراية من جديد، فالدور الآن لنا لا علينا {أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ۚ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا ۖ قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا} [الإسراء: 51].