خماسية السنن

خالد أبو شادي

هي خمس سنن من جاراها واستخدمها قطف ثمار النصر هنية شهية، ومن غفل عنها أو عاندها تاه في بيداء اليأس، وتململ على فراش الأحزان والآلام.

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -

خماسية السنن: هي خمس سنن من جاراها واستخدمها قطف ثمار النصر هنية شهية، ومن غفل عنها أو عاندها تاه في بيداء اليأس، وتململ على فراش الأحزان والآلام. 

وقد أمرنا الله عز وجل: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}، فأعِدَّ قلبك لتشرق عليه أولى إشعاعات هذه السنن، وادخل بقلبك مستنيرا من الباب الأول.. باب سُنة:

(1) دمغ الحق بالباطل: قال الله عز وجل: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [الأنبياء:18].

تأمل فيما توحي به كلمتا (الحق) و (الباطل) المعرّفتين، فليس هناك عند الله سوى حق واحد ليس له ثان، وليس سوى باطل واحد ماله شبيه، تلك سنة ربانية وقانون إلهي: لابد أن يستوي الحق على سوقه ويبلغ أشده ويصير ناصعًا ليس فيه شائبة واحدة من شوائب الباطل، ويتمايز الباطل كذلك حتى لا تعود فيه بارقة حق أو ذرة خير حتى تأخذ هذه السنة موضع التنفيذ، ومعنى هذا.. وجريا على هذه السنة: لابد من ازدياد الباطل طغيانًا وفجورًا وعدوانًا وظلمًا، وازدياد الحق سموًّا وإيمانًا ويقينًا وطهرًا حتى يتحقق هذا القانون الإلهي بدمغ الحق بالباطل فزهوقه ودحره وموته ودفنه، فلا تبتئسوا إذا رأيتم الباطل قد علا حتى جاوز كل حد، فما علوه إلا رفع رأسه لتستأصله يد الحق.