(11) السيرة الحسنة
سارة بنت محمد حسن
كان حليمًا.. كان سمحًا.. كانت قليلة الكلام.. كان قوَّامًا.. كانت صوَّامة.. كانت إذا ذكر الموت تبكي.. كان إذا رأيته يُذكِّرك بالله.. كانت حسنة الخُلق.. كان زاهِدًا في الدنيا مُقبِلًا على الآخرة.. كانت عالية الهِمَّة مضطربة النوم تتجافى عن مضجعها للصلاة.. كان... وكانت... كذا في سيرهم العطرة.. قال عنهم بطانتهم الأقربون! وتفكَّرتُ يومًا في سيرتي وما سيقوله عني أهلي بعد موتي.. فما وجدت إلا دعاء واحدًا! اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك..
- التصنيفات: الزهد والرقائق - تربية النفس - تزكية النفس - الآداب والأخلاق - الأدب مع الآخرين -
111- كان حليمًا.. كان سمحًا.. كانت قليلة الكلام.. كان قوَّامًا.. كانت صوَّامة.. كانت إذا ذكر الموت تبكي.. كان إذا رأيته يُذكِّرك بالله.. كانت حسنة الخُلق.. كان زاهِدًا في الدنيا مُقبِلًا على الآخرة.. كانت عالية الهِمَّة مضطربة النوم تتجافى عن مضجعها للصلاة.. كان... وكانت... كذا في سيرهم العطرة.. قال عنهم بطانتهم الأقربون! وتفكَّرتُ يومًا في سيرتي وما سيقوله عني أهلي بعد موتي.. فما وجدت إلا دعاء واحدًا! اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك..
112- مخالطة الناس سقم القلب.. ولكننا لا نُصدِّق ذلك حتى نذوق الكأس.. بل ونلعقُ الثمالة ثم إن رُحمنا بكينا وجأرنا ربِّ ارجعون! وإلا فهو الإمهال..
113- كُن مستمعًا للآخرين.. يصبون في أذنيك ما يريدون قوله حتى تنتهي كلماتهم.. ثم خذ بأيديهم برفقٍ إلى طريق الحق.. وانصحهم بابتسامة إلى طريق الخلاص، كذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يُنصِت إلى الكبير والصغير والمرأة والطفل حتى يقضي حاجته.. تذكَّر: لك في تفريج كربة المسلم أجرًا.. فلا تُفرِّط فيه..
114- لا تشكو لأحدٍ همَّك.. فإن غلبك الغمّ فكن كعبد الله يعقوب... {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ}[1] هو سبحانه يعلم ما في نفسك قبل أن تشكو ويعلم ما تريد قبل أن تسأل.. ويعلم ما يُصلِحك مما لا تعلمه أنت.. يُنادِيك لتُناجيه فلا تتلكأ.. عند ربك تجد انشراح الصدر وانفراج الكرب.. وسعادة القلب فلا تستبدِل الذي هو أدنى بالذي هو خير..
115- الطريق إلى الحق رحلة قلب.. لها أول ولكن نهايتها مع نهاية دقاته.. كلما ازداد منها القلب طلب المزيد.. فإن زهد في المزيد فليعلم أنه قد حاد عن الطريق! إلا من أتى الله بقلبٍ سليم..
116- كم من قصدٍ صالحٍ أفسده عملٌ طائش، وكم من عملٍ صالحٍ عكَّره القصد الطالح! فأصلح قلبك وقصدك وتفكَّر في عاقبة عملك ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا.
117- العلم كالأُفق الذي تلتلقي فيه السماء بالأرض عند منتهى بصرك! كلما ظننت أنك بلغته.. نظرت أمامك فرأيته مُمتدًا!
118- إذا رأيت من أخيك ما يعجبك فأنت بالخيار! إما أن تمدحه فتقطع عنقه.. كما ورد في الحديث! وإما أن تدعو له بالبركة فتنفعه كما ورد أيضًا في الحديث!!
119- يا رب! ليت لي في يومي ألف ألف ساعة، فأقضيها في طلب العلم بلا سأم! ليت لي بدنٌ يقوى على طواف العالم، فأدعو إليك بلا كلل! ليتني من الصائمين القائمين يتلون كتابك آناء الليل ويعملون بع أطراف النهار! ليتني من المقبلين على الكتاب والسنة عِلمًا وعملًا بلا ملل! ويا ليتني في أمانيّ صادِقًا فتكتب لي الأجر ولو بلا عمل!
120- قال: أما سمعتَ ما شجر بين العالِم (..) والعالِم (..)؟ هلمّ "نتدارس" ما شجر بينهما ونحكم لأحدهما بالحق، ثم نأخذ عنه العلم ونُعرِض عن الآخر!
فرد عليه: وما لنا وما شجر بينهما! وما لنا والحكم عليهما! خُذ منهما ما قال الله وقال رسوله، وغض الطرف عمَّا سوى ذلك تُفلِح..
اللهم استر عيب معلمي عني ولا تذهب ببركة عِلمه مني[2].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]- [يوسف من الآية:86].
[2]- (الدعاء منقولٌ من: التبيان في آداب حملة القرآن؛ للنووي).