كلمة مستحب (مقال بالعامية المصرية)

محمد علي يوسف

الفقهاء لما قسَّموا هذا التقسيم ما كانش قصدهم توهين امتثالك أو تقليله، ولا كان غرضهم شرعنة ترك المستحبات كأصل؛ ولكن كان مقصدهم بيان رفع الحرج الشرعي وعدم التكليف الفرضي بما لم يفرضه الله عليك..

  • التصنيفات: الدعوة إلى الله - أعمال القلوب - الحث على الطاعات -

على فكرة كلمة ‫‏مستحب‬ دي كلمة جميلة جدًا..

البعض يقصر وقعها في نفسه على المدلول الفقهي فيجعل هذا المدلول تمهيدًا للتثاؤب وعدم العمل بما تم وصفه بتلك الكلمة..

مستحب؟!
يعني مش حرام إني أتركه؟!
طب خير..
الحمد لله..

أيوه كده يا أخي الدين يُسرٌ وليس عُسرًا..

ما دام مستحب يبقى كل سنة وأنت طيب..

استنى استنى..
فكر تاني كده..
مستحب يعني إيه؟!

يعني: ما يثاب فاعله امتثالًا ولا يستحق تاركه العقوبة..

يا أخي مش بأسألك عن تعريفها الأصولي والفقهي..!
أنا بأسألك عن معنى الكلمة نفسها..
مستحب يعني هناك من يحبه مش كده..

مين بقى اللي بيحبه؟

ربك..

الودود سبحانه وتعالى..
الكريم جل شأنه..
يحب هذا العمل..
ويحب لك أن تعمله..
عمرك فكَّرت فيها كده؟

ربي الذي أتقلَّب في نعمه وأتمتع بفضله وأبيت وأصحو في خيره يحب هذا الأمر..

يحب هذا القول..
يحب هذا الفعل..

هكذا ينبغي أن يكون وقع الكلمة في قلبك..
«ولا يزال عبدي يتقرَّب إلى بالنوافل حتى أحبه»[1]..
يااااااه...
ما أجملها من كلمة...!

«حتى أحبه»..

حين تنتقل المحبة من العمل إلى العامل ومن الطاعة إلى الطائع..
تنتقل إليك أنت يا من تقوم بالمستحب..

عرفت بقى إيه هو المستحب؟
اللي ربك بيحبه..

ما تفكرش في مسألة لا يأثم تاركه إلا لما تكون محتاجلها..

الفقهاء لما قسَّموا هذا التقسيم ما كانش قصدهم توهين امتثالك أو تقليله، ولا كان غرضهم شرعنة ترك المستحبات كأصل؛ ولكن كان مقصدهم بيان رفع الحرج الشرعي وعدم التكليف الفرضي بما لم يفرضه الله عليك..

لكن هذا لا ينفي أنه يحبه.

وأنه ما دام عملٌ سهلٌ يسير أو حتى فيه بعض المجهود بس إنت عندك قدرة تعمله يبقى تسأل ليه عن الترك؟!

خلي الترك ده للي مش قادر أو الذي تكاثرت عليه الشرائع فلم يوفِ بحقها أو المبتدئ الذي يوغل برفق أو خليه للي للأسف مش فارق معاه أوي إن ربنا يحبه..!

لكنك تريد محبته وتبتغي رضاه..

مش كده ولا إيه؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]- (رواه البخاري).

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام