(14) مكان خروج الدجال وأتباعه

عمر سليمان الأشقر

يخرج الدجال من المشرق، من بلاد فارسية يقال لها: خراسان، ويتبعه اليهود.

  • التصنيفات: أشراط الساعة -

تابع العلامات الكبرى

- مكان خروج الدجال:

يخرج الدجال من المشرق، من بلاد فارسية يقال لها: خراسان، عن أبي بكر الصديق قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الدّجال يخرج من أرض بالشرق، يقال لها: خراسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرَّقة» (صححه الألباني).

ولكن ظهور أمره للمسلمين يكون عندما يصل إلى مكان بين العراق والشام، ففي حديث في صحيح مسلم عن النواس بن سمعان يرفعه: «إنه خارج خَلّةً بين الشام والعراق، فعاث يميناً وعاث شمالاً، يا عباد الله فاثبتوا»، والخلة ما بين البلدين، كما يقول النووي.

 

- مدة مكثه في الأرض:

سأل الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم عن المدة التي يمكثها الدجال في الأرض، فقالوا: وما لبثه في الأرض؟ قال: «أربعون يوماً، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم». قلنا: يا رسول الله: فذاك اليوم الذي كسنة، أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: «لا، اقدروا له قدره» (أخرجه مسلم).

وإجابة الرسول صلى الله عليه وسلم عن سؤال الصحابة: هل تكفيهم خمس صلوات في الأيام التي هي كسنة أو كشهر أو أسبوع تدل على أن اليوم يطول حقيقة حتى يصبح سنة، أو شهراً أو أسبوعاً، وليس مجازاً.

 

- أتباع الدَّجال:

المسيح الدَّجال الأعور الكذّاب هو الملك الذي ينتظر اليهود خروجه، ليحكموا العالم في عهده، عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «أكثر أتباع الدّجال اليهود والنساء» (رواه أحمد).

وعن أنس بن مالك قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يتبع الدّجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً، عليهم الطيالسة» (رواه مسلم)، والطيالسة جمع طيلسان، والطيلسان أعجمي معرب، وهو ثوب يلبس على الكتف، يحيط بالبدن، ينسج للبس، خال من التفصيل والخياطة.

واسم الدجال عند اليهود المسيح بن داود، وهم يزعمون أنه يخرج آخر الزمان، فيبلغ سلطانه البر والبحر، وتسير معه الأنهار، وهم يزعمون أنه آية من آيات الله، يرد إليهم الملك، وقد كذبوا في زعمهم، بل هو مسيح الضلالة الكذّاب، وأما مسيح الهدى عيسى ابن مريم فإنه يقتل الدجال مسيح الضلالة كما يقتل أتباعه من اليهود.

 

- حماية المدينة ومكة من الدجال:

يقصد الدّجال المدينة المنورة فلا يستطيع دخولها، ذلك أن الله حمى مكة والمدينة من الدّجال والطاعون، ووكل حفظها إلى ملائكته، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا قال: «على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدّجال» (رواه البخاري).

وعن أنسٍ رضي الله عنه مرفوعًا: «لا يدخل المدينة رعب المسيح، لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان» (رواه البخاري).

وعن أبي هريرة: «يأتي المسيح من قبل المشرق، وهمته المدينة، حتى إذا جاء دُبُر أُحد تلقته الملائكة، فضربت وجهه قبل الشام، هنالك يهلك، هنالك يهلك» (صححه الألباني وأخرجه مسلم مُفرقًا في موضوعين).

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال، إلا مكة والمدينة، وليس نقب من أنقابها إلا عليه الملائكة حافين، تحرسها، فينزل بالسبخة (الأرض الرملية التي لا تنبت لملوحتها، وبعض أراضي المدينة كذلك)، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، يخرج إليه منها كل كافر ومنافق» (صحيح الجامع).

 

(من كتاب: القيامة الصغرى)