(3) لماذا شُرع هذا القدر من التكبير في حياتك؟
محمد علي يوسف
هل تأملت من قبل مغزى ومقصد كون التكبير أكثر الأذكار الواجبة على المسلم كمًا، وأعمها وأشملها على سائر لحظات يومه وعباداته؟! لن يدرك الإجابة إلا من تدبر معنى (التكبير).
- التصنيفات: الذكر والدعاء -
هل سألت نفسك من قبل لماذا شُرع هذا القدر من التكبير في حياتك؟
في العيدين شرع التكبير.
وفي الصلاة تكبير من أولها إلى منتهاها، بل من قبلها في الآذان ثم الإقامة، ثم تكبيرة الإحرام ومرورًا بأركانها، وشعائرها وركوعها وسجودها، وحتى انتهائها بل وبعد انتهائها، في أذكار ما بعد الصلاة.
وكذلك في الصيام قال الله: وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة من الآية:185].
وأيضًا في الحج والنسك يقول الله: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} [الحج:37].
وعند لقاء العدو ومناجزته أيضًا كان التكبير.
وعند السفر شرع لنا أن نكبر الله في دعاء السفر، وعند ارتقاء مرتقىً شرع التكبير أيضًا.
وعند النوم يسن التكبير، وعند الذبح يكبر المسلم، وعند الاستسقاء يصلي الناس ويكبرون.
وفي فرحهم يكبرون كما ثبت من فعل الصحابة رضي الله عنهم، وأيضًا في الحزن وعند مفارقة الأحبة نكبر عليهم أربعًا في الجنازة، وغيرها من مواطن أحاط الله حياتنا وعبادتنا فيها بالتكبير.
هل تأملت من قبل مغزى ومقصد كون التكبير أكثر الأذكار الواجبة على المسلم كمًا، وأعمها وأشملها على سائر لحظات يومه وعباداته؟! لن يدرك الإجابة إلا من تدبر معنى (التكبير).
الله أكبر: جملة تعد على قصرها من أشمل وأعم وأقوى وأبلغ ما قيل في التعظيم على الإطلاق، المفضول محذوف تقديره كل شيء وأي شيء، معنى أراد الله أن يعم حياتك وأن يشمل أوقاتك وأن يترسخ في قلبك في حلك وترحالك، وفي فرحك وأحزانك، أن تتذكر أنه مهما كبر عليك شيء من أمر الدنيا أو عظم عليك شأن من شؤونها.. فالله أعظم والله أكبر.