أين أمة محمد مما يحدث في الأقصى هذه الأيام؟

عامر عبد المنعم

من بين التصريحات الخطيرة التي وردت اليوم، ما قاله نائب وزير الأديان (إيلي بن دهان)، وربطها بالتطورات الأخيرة وأحداث اليوم، واعتبرها فرصة مناسبة، لمطالبة الحكومة بإقرار القانون وصيغة الترتيبات التي أنهى مكتبه من صياغتها قبل أشهر -ووضعت على طاولة وزير الأديان (نفتالي بنط)-، بما يقضي وجود صلوات يهودية راتبة في المسجد الأقصى، بحيث تعتمد ساعات وأيام معينة ومساحات معينة أيضًا للصلوات اليهودية، أو بصيغة أخرى العمل على إقرار رسمي والعمل بمخطط التقسيم الزماني بين اليهود والمسلمين للمسجد الأقصى.

  • التصنيفات: الواقع المعاصر - قضايا إسلامية معاصرة - أحداث عالمية وقضايا سياسية -

اليهود يريدون تقسيم المسجد الأقصى:
نائب وزير الأديان الإسرائيلي يدعو حكومة (نتنياهو) لإقرار سريع لمقترحه للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى..!


حذّرت (مؤسسة الأقصى للوقف والتراث) في بيان لها مساء الاثنين 13/10/2014 من مجمل التطورات والاعتداءات النوعية على المسجد الأقصى، والهجمة الشرسة غير المسبوقة اليوم وخلال الأيام الأخيرة على أولى القبلتين، وقالت المؤسسة: "على ما يبدو فإن الاحتلال يمارس هذا العدوان بهدف فرض أمر واقع جديد بالأقصى"، مشيرة إلى خطورة تزامن الأحداث من تصريحات رسمية في حكومة نتنياهو تدعو إلى منع المسلمين من دخول الاقصى، وأخرى تدعو إلى مصادقة رسمية على مقترح التقسيم الزماني والمكاني للأقصى وتخصيص أوقات وأماكن لصلوات يهودية فيه.


فيما حيت المؤسسة جموع المصلين والمرابطين والمعتكفين من أهل القدس والداخل الفلسطيني، الذين يواصلون دفاعهم عن الاقصى رغم شراسة الاعتداء عليهم، وأكدت المؤسسة على أهمية الرباط الباكر والدائم في الأقصى وحوله لحمايته، مشيرة أن الاحتلال يحاول كسر حالة الاعتكاف والرباط في الأقصى وحوله، وهو ما لن يكون -إن شاء الله تعالي-، ودعت (مؤسسة الأقصى) إلى موقف وتحرك إسلامي وعربي وفلسطيني عاجل ينتصر للأقصى ويتصدى لمخططات وممارسات الاحتلال الإسرائيلي.

وأضافت (مؤسسة الأقصى) في بيانها أنها من خلال تواجدها الميداني المتواصل في هذا اليوم وكل الأيام الأخيرة، وتوثيقها لأحداث الأقصى، فقد سجلت اليوم عدة تطورات وأحداث خطيرة، منها التوقيت المبكر والمباغت والكثيف للاقتحام العسكري للأقصى، بقيادة ومشاركة قائد شرطة الاحتلال في منطقة القدس، (يوسي برينطي)، وحدوثه بعد صلاة الفجر مباشرة، والاعتداء على المصلين والمعتكفين بجملة من الأسلحة، الخانقة والسامة، وحصار الجامع القبلي المسقوف من ثلاث جهات، الشرقية والغربية والشمالية (المداخل الرئيسية). 

ومنها اعتلاء عناصر خاصة لسقف الجامع القبلي المسقوف، اعتلاء قوات من القناصة لسقف المتحف الإسلامي وسور باب المغاربة بشكل متواصل، مدة الاقتحام وأحداثه استمر منذ الساعة (6:15 وحتى الساعة 11:15)، لم ينقطع فيها إطلاق القنابل والرصاص، والاعتداء على مبنى المصلى القبلي والمصلين والمعتكفين فيه، وتهشيم أحد الشبابيك الخشبية التاريخية، تفريغ المسجد الأقصى وساحاته، إلا عدداً من المرابطين، احتموا بالجامع القبلي، من جميع المصلين ومنع موظفي الأوقاف من دخوله، ومنع دخول أي مصل بعد صلاة الفجر، وحتى الساعة (11:15). 

هذا التفريغ والمنع شابهه ما حدث يوم الأربعاء الأخير 8/10/2014، وزاد عليه آنذاك اقتحام وزير الاستيطان (أوري أريئيل)، ووزير الأمن الداخلي (يتسحاق أهرونوفيتش)، والذي أشرف بشكل مباشر على أحداث الأربعاء الأخير، وأحداث اليوم، والتي كان من المفترض فيه أن يقتحم هو الآخر -بحسب معلومات صحفية إسرائيلية- المسجد الأقصى، لكن لأسباب غير معروفة اكتفى بزيارة لساحة البراق، فيما اشتدت اليوم وتيرة الاعتداء على المرابطين حول الأقصى، وعمدت قوات الاحتلال إلى تفريق المرابطين من أزقة القدس ومواقع الرباط عند بوابات الأقصى إلى خارج حدود سور البلدة القديمة.

وتزامن ذلك مع اقتحام مستوطنين وجماعات يهودية منذ الساعة (7:30 حتى الساعة 11:00)، من ضمنهم حاخامات ونائب رئيس الكنيست (موشيه فيجلين)، وبلغ عدد المقتحمين نحو 185 مستوطنًا، أدى بعضهم شعائر تلمودية بالذات، عند منطقة باب الرحمة، وعند البائكة الشرقية لصحن قبة الصخرة، كما فعل (فيجلين)، ولم يسمح للمسلمين بدخول الأقصى إلا الساعة (11:15)، ولم يتمكن أغلبهم من الصلاة في الجامع القبلي بسبب مخلفات غاز الفلفل السام، فصلوا في ساحات الأقصى، فيما استأنفت اقتحامات المستوطنين بعد صلاة الظهر ما بين الساعة 13:30 إلى الساعة 14:30 اقتحم خلالها نحو 75 مستوطنًا، وفصلت قوات خاصة ما بين المستوطنين الذي سلكوا المسلك القصير (مسار ما بين باب المغاربة والسلسلة)، وما بين المصلين والمرابطين، أي ما مجموعه 260 مستوطناً.

وتابعت (مؤسسة الأقصى) أن من بين مخاطر وميزات هذا الاقتحامات والاعتداءات الأخيرة أنها جاءت بناء على جلسة خاصة عقدها رئيس الحكومة الإسرائيلية (نتنياهو) مع عدد من قيادات الأجهزة الأمنية،، وبمشاركة وزير الأمن الداخلي وأمر فيها الضرب بيد من حديد كل مظاهر الاحتجاجات في القدس على اعتداءات الاحتلال على القدس والمسجد الأقصى، كما وتزامنت اليوم مع جملة من التصريحات الخطيرة، منها ما نُقل على لسان وزير الأمن الداخلي، وتهديده بمنع المسلمين من دخول الأقصى، وتصريحات (ميري ريجيب) -رئيسة لجنة الداخلية في الكنيست- التي انتقدت أداء الشرطة المتساهل،على حد قولها، مع أحداث المسجد الأقصى والمصلين فيه وطالبت بمزيد من اليد الفولاذية! 

كما صرح اليوم (موشيه فيجلين) خلال اقتحامه صحن قبة الصخرة، أنه يطالب بمنع المسلمين –ووصفهم بالغوغائيين المتوحشين- من دخول الاقصى مطلقا، وفرض (السيادة) والسيطرة المطلقة على المسجد الأقصى، وإتاحة الفرصة لليهود بأداء الصلوات فيه، وصعودهم إلى (جبل الهيكل) -المسمى الاحتلال الباطل للمسجد الأقصى- وهم يرقصون على أنغام وأهازيج الأغاني والموسيقى، لا على أصوات وصدى القنابل –على حد قوله-.

وأضافت المؤسسة إن من بين التصريحات الخطيرة التي وردت اليوم، ما قاله نائب وزير الأديان (إيلي بن دهان)، وربطها بالتطورات الأخيرة وأحداث اليوم، واعتبرها فرصة مناسبة، لمطالبة الحكومة بإقرار القانون وصيغة الترتيبات التي أنهى مكتبه من صياغتها قبل أشهر -ووضعت على طاولة وزير الأديان (نفتالي بنط)-، بما يقضي وجود صلوات يهودية راتبة في المسجد الأقصى، بحيث تعتمد ساعات وأيام معينة ومساحات معينة أيضًا للصلوات اليهودية، أو بصيغة أخرى العمل على إقرار رسمي والعمل بمخطط التقسيم الزماني بين اليهود والمسلمين للمسجد الأقصى.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام