ذلك ومن يعظم حرمات الله
محمد علي يوسف
إن كنت ولا بد مخالطًا أهل الزيغ محاورًا لهم، أو مجالدًا لباطلهم منافحًا عن ثوابتك ومقدساتك، فاحرص قدر وسعك على متابعة معدل التعظيم في قلبك، واحرص على موازنة تلك المخالطة بمخالطة أخرى للصالحين وأهل تقوى الله، المعظمين لشرعه ولهدي نبيه صلى الله عليه وسلم..
- التصنيفات: التقوى وحب الله -
والحقيقة المؤسفة أن التواصل المفتوح وما يورثه من كثرة مخالطة المتطاولين على الثوابت، والمنتهكين للشرائع والمقدسات، ومطالعة تلك التعديات بشكل مستمر، قد تؤدي بشكل تدريجي إلى هبوط معدل التعظيم في النفس، وتجعل الشعور بالإنكار القلبي يخبو رويدًا رويدًا..
ورغم ما في تلك المخالطة من فوائد حوارية، وما تحويه من ضرورات دعوية، وإدراك لطبيعة الواقع المحيط، إلا أن ذلك لا يوازي أبدًا كارثة التطبيع القلبي مع الفجور والتطاول على القيم والمقدسات، بحيث يصير الاستماع والقراءة اليومية لتلك الإهانات والتعديات أمرًا عاديًا وطبيعيًا مع الوقت، وهذا خلل رهيب إن لم يتم التنبه إليه ومعالجته مبكرًا..
إن كنت ولا بد مخالطًا أهل الزيغ محاورًا لهم، أو مجالدًا لباطلهم منافحًا عن ثوابتك ومقدساتك، فاحرص قدر وسعك على متابعة معدل التعظيم في قلبك، واحرص على موازنة تلك المخالطة بمخالطة أخرى للصالحين وأهل تقوى الله، المعظمين لشرعه ولهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، لعل تلك المخالطة الأخيرة تذكرك كل حين أن ما يفعله المنتهكون المتطاولون مهما كثر وعم بلاؤه، وكنت أنت ممن عاينوا ذاك البلاء فإنه يظل أمرًا غير عادي، أمرًا ينبغي أن يختلج له قلبك وتعافه نفسك، ولا تطبع معه أبدًا تعظيمًا لمولاك ولشعائره وحرماته..
ولا تنس: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ} [الحج من الآية:30].