خطأ تعليق الدعاء بالمشيئة!

أبو الهيثم محمد درويش

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يقولنَّ أحدكم: اللهمَّ اغفر لي إن شِئت، اللهم ارحمني إن شِئت. ليعزم في الدعاء؛ فإنَّ الله صانع ما شاء لا مكره له».

  • التصنيفات: الذكر والدعاء - الدعوة إلى الله - النهي عن البدع والمنكرات -

من المشتهر على الألسنة: الوقوع في خطأ تعليق الدعاء بالمشيئة؛ كقول أحدنا: "ربنا يكرمك إن شاء الله".. "ربنا يوفقك إن شاء الله"...

اعزم في الدعاء ولا تُعلِّقه بقولك: "اللهم... إن شِئت"، أو "....إن شاء الله"...

لا تُعلِّق مسألتك على المشيئة واعلم أنك تدعو إلهًا قادرًا مُهميمنًا مُدبِّرًا قيُّومًا.

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يقولنَّ أحدكم: اللهمَّ اغفر لي إن شِئت، اللهم ارحمني إن شِئت. ليعزم في الدعاء؛ فإنَّ الله صانع ما شاء لا مكره له» (رواه البخاري: [6339]، ومسلم: [2679]).

قال النووي: "عزم المسألة: الشدة في طلبها، والحزم من غير ضعف في الطلب، ولا تعليق على مشيئة ونحوها" (شرح النووي على مسلم: [17/7]).

وقال ابن حجر: "قوله: «فليعزم المسألة»؛ في رواية أحمد عن إسماعيل المذكور الدعاء، ومعنى الأمر بالعزم الجد فيه، وأن يجزم بوقوع مطلوبه، ولا يُعلِّق ذلك بمشيئة الله تعالى، وإن كان مأمورًا في جميع ما يريد فعله أن يُعلِّقه بمشيئة الله تعالى، وقيل معنى العزم: أن يُحسِن الظن بالله في الإجابة... وقال الداودي: معنى قوله «فليعزم المسألة» أن يجتهد ويلح، ولا يقل إن شِئت كالمستثنى، ولكن دعاء البائس الفقير" (فتح الباري شرح صحيح البخاري: [11/140]).

قال بدر الدين العيني: "قوله: «فليعزم المسألة» أي: فليقطع بالسؤال، ولا يُعلِّق بالمشيئة؛ إذ في التعليق صورة الاستغناء عن المطلوب منه والمطلوب" (عمدة القاري: [22/299]).

وقال السيوطي: "ليعزم المسألة أي يُعرِّي دعاءه وسؤاله من لفظ المشيئة" (تنوير الحوالك: [1/221]).

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام