المسجد الأقصى في حديث النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم
الأحاديث النبوية في فضائل المسجد الأقصى وأرض بيت المقدس متعددة الجوانب
- التصنيفات: شرح الأحاديث وبيان فقهها -
الأحاديث النبوية في فضائل المسجد الأقصى وأرض بيت المقدس متعددة الجوانب، إلا أن حديث أبي ذر رَضِي الله عنْهُ الذي أخرجه الحاكم، وصححه ووافقه الذهبي، وقال فيه شيخنا الألباني: وهو كما قالا، يقف عنده المتمعن وقفات.
ففيه من دلائل النُبوة الشيء العظيم.. لما أخبر به الصادق المصدوق عن حال ما سيؤول إليه المسجد الأقصى، وتعلُق قلوب المسلمين به.. وأن مؤامرات الأعداء على المسجد الأقصى وبيت المقدس ستزداد.. لدرجة أن يتمنى المسلم أن يكون له موضع صغير يطل منه على المسجد الأقصى أو يراه منه.. ويكون ذلك عنده أحب إليه من الدنيا وما فيها.
وهو من حديث أبي ذر رَضِي الله عنْهُ قال: تذاكرنا ونحن عند رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم أيهما أفضل: أمسجد رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم أم بيت المقدس؟ فقال رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم: «
». قال: أو قال: « » (أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني).
دلالات هذا الحديث:
- هذا الحديث من أعلام النبوة، لأن فيه بشارة بفتح بيت المقدس قبل أن يُفتَح.
- اهتمام الصحابة رضوان الله عليهم في السؤال عن المسجد الأقصى وأجر الصلاة فيه.
- الحديث فيه دلاله بالغة على مكانة المسجد في نفوس المسلمين، بل مكانة الأقصى في الشرع الإسلامي.
- فيه ثناء النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم على المسجد الأقصى المُبارك.
- فيه أجر الصلاة في المسجد الأقصى بـ(250) صلاة.
- فيه دلالة واضحة على أن قضية الأقصى ستبقى حية في نفوس أبناء هذا الدين لا يُزعزع اعتقادنا بذلك إنكار الأعداء وافتراءات المعتدين.
- فيه إشارة إلى عِظم المسئولية الموكلة لأهل الأقصى.
- وهناك لفتة مهمة في أنه قد يأتي زمان لا يستطيع أحد من المسلمين الإقامة حول الأقصى.
- أن نسخ القبلة الأولى (المسجد الأقصى) لم يُلغِ منزلتها الشرعية في الإسلام، ولم يجعل المسجد الأقصى كغيره من المساجد؛ بل بقيت منزلته محفوظة.
- أن قضية بيت المقدس والمسجد الأقصى لا تنفصل أبدًا عن قضية الإسلام الكبرى.
وها نحن نعيش زمن نلمس فيه صدق ما أخبر به النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم مما سيكون عليه وضع المسجد الأقصى.. والمُتتبع لأحواله في ظل الاحتلال اليهودي الحاقد، والأحداث اليومية، والممارسات الصهيونية يوقن بصدق ما أخبر به النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم.. حيث يحاول اليهود بكل الطرق تفريغ بيت المقدس من المسلمين وتهجيرهم والتضييق عليهم.. وهذا الأمر لم يعد خافيًا.
من كتاب: (المسجد الأقصى.. الحقيقة والتاريخ)