(17) مقومات الهمة العالية (علو الهمة 4)

محمد بن إبراهيم الحمد

هناك أقوالٌ مضيئة، وكلماتٌ مأثورة، ينطق بها العلماء، وتجري على ألسنة الحكماء والأدباء، تُبيِّن فضل الهمة، وترفع من قدرها، وتعلي من شأنها...

  • التصنيفات: تزكية النفس -

أقوال مضيئة في الهمة:

هناك أقوالٌ مضيئة، وكلماتٌ مأثورة، ينطق بها العلماء، وتجري على ألسنة الحكماء والأدباء، تُبيِّن فضل الهمة، وترفع من قدرها، وتعلي من شأنها.

فمن ذلك ما يلي:

1- روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "لا تصغرنَّ هِمَّتُكم؛ فإني لم أرَ أقعد عن المكرمات من صغر الهمم"[1].

2- قال الإمام مالك رحمه الله: "وعليك بمعالي الأمور وكرائمها، واتق رذائلها وما سف منها؛ فإن الله تعالى يحب معالي الأمور ويكره سفسافها"[2].

3- قال بعض الحكماء: "الهمة راية الجد"[3].

4- قال بعض البلغاء: "علو الهمم بذر النعم"[4].

5- وروي عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قوله:

إذا أظمأتك أكفُّ الرجال *** كفتك القناعة شبعًا وريا
فكن رَجُلًا رِجْلُه في الثرى *** وهامةُ همَّتِه في الثريا[5]

 6- قال عنترة:

دعوني أجدُّ في طلب العلا *** فأدرك سؤلي أو أموت فأعذر[6]

7- وقال:

إن لي همةً أشد من الصخر *** وأقوى من راسيات الجبال[7]

8- قال أحمد شوقي: "الطير يطير بجناحيه، والمرء يطير بهمته"[8].

9- قال أبو عبيد القاسم بن سلام: "يُروى عن أبجر بن جابر العجلي أنه قال -فيما أوصى به ابنه حجارًا-: إياك والسآمةَ في طلب الأمور فتقذفك الرجال خلف أعقابها"[9].

10- وقال بعضهم: "على طلاب العلا أن يوطنوا أنفسهم على اجتياز ألف عقبة، وأن يحسبوا لأنفسهم ألف هزيمة قبل الوصول إلى الظفر الأخير"[10].

11- قال أحمد شوقي:

والخلد في الدنيا وليس بِهَيِّنٍ *** عليا المراتبِ لم تُتَحْ لجبان
المجد والشرف الرفيع صحيفةً *** جعلت لها الأخلاق كالعنوان[11]

12- وقال الحافظ إبراهيم:

شَمِّرْ وكافِحْ في الحياة فهذه *** دنياك دارُ تناحرٍ وكفاح
وانهل مع النهال من عذب الحيا *** فإذا رقا فامتح مع المُتَّاح
وإذا ألح عليك خطب لا تهن *** واضرب على الإلحاح بالإلحاح[12]

3- قال ابن الجوزي رحمه الله: "من علامة كمال العقل علو الهمة، والراضي بالدون دنيٌّ"[13].

14- وقال إبراهيم طوقان:

كفكف دموعك.. ليس *** ينفعك البكاء ولا العويل
وانهض ولا تشكُ الزمان *** فما شكا إلا الكسول
واسلك بهمتك السبيل *** ولا تقل كيف السبيل
ما ضل ذو أمل سعى *** يوما وحكمته الدليل
كلا ولا خاب امرؤ *** يوما ومقصده نبيل[14]

15- قال الثعالبي: "ومن أحسن ما قيل في علو الهمة قول ابن طباطبا العلوي":

له همة إنْ قِسْتَ فرطَ علوِّها *** حسبت الثريَّا في قرار قليب[15]

166- وقال ابن عبد القوي:

فلا تشتغل إلا بما يكسب العلا *** ولا ترضَ للنفس النفيسة بالردى[16]

17- وأخيرًا: هذه كلمات مشرقة رَقَمَتْهَا يراعةُ الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه (الفوائد):

أ- قال رحمه الله: "إذا طلع نجمُ الهمة في ليل البطالة، وردفه قمر العزيمة - أشرقت أرض القلب بنور ربها"[17].

ب- وقال: "فالنفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها، وأحمدها عاقبة.

والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات، وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار؛ فالنفوس العلية لا ترضى بالظلم، ولا بالفواحش، ولا بالسرقة، ولا بالخيانة؛ لأنها أكبر من ذلك، والنفوس الحقيرة بالضد من ذلك".

ج- وقال: "فمن علت همته، وخشعت نفسه -اتصف بكل جميل، ومن دنت همته، وطغت نفسه- اتصف بكل خلق رذيل"[18].

د- وقال: "إنما تفاوت القوم بالهمم لا بالصور"[19].

هـ- وقال: "أَلِفْتَ عجز العادة؛ فلو عَلَتْ بك هِمَّتُك ربا المعالي - لاحت لك أنوار العزائم"[20].

و- وقال: "نزول همة الكساح[21] دلاَّه في جبِّ العَذِرَةِ"[22].

ز- وقال: "من تلمَّح حلاوة العافية هانت عليه مرارة الصبر"[23].

ح- وقال: "لو خرج عقلك من سلطان هواك عادت الدولة إليه"[24].

ط- وقال: "نور العقل يضيء في ليل الهوى، فتلوح جادة الصواب، فيتلمح البصير في ذلك عواقب الأمور"[25].

ي- وقال: "القواطع محنٌ يتبين بها الصادق من الكاذب، فإذا خضتها انقلبت أعوانًا توصلك إلى المقصود"[26].

ك- وقال: "الهمة العلية من استعد صاحبها للقاء الحبيب"[27].

ل- وقال: "إذا جن الليل تغالب النوم والسهر، فالخوف والشوق في مقدم عسكر اليقظة، والكسل والتواني في كتيبة الغفلة، فإذا حمل العزم على الميمنة انهزمت جنود التفريط، فما يطلع الفجر إلا وقد قسمت السهمان، وبردت الغنيمة لأهلها"[28].

م- وقال: "سفر الليل لا يطيقه إلا مُضَمَّرُ المجاعةِ، النجائبُ في الأول، وحاملات الزاد في الأخير"[29].

ن- وقال: "بينك وبين الفائزين جبل الهوى، نزلوا بين يديه، ونزلت خلفه، فاطو فضل منزل تلحق بالقوم"[30].

س- وقال: "إنما يُقطع السفر، ويصل المسافر بلزوم الجادة، وسير الليل. فإذا حاد المسافر عن الطريق، ونام الليل كله فمتى يصل إلى مقصده؟"[31].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع والهوامش:

[1]- (أدب الدنيا والدين؛ للماوردي، ص: [319]).

[2]- (أقوال مأثورة وكلمات جميلة، ص: [553] عن: ترتيب المدارك، ص: [1/ 187-188]).

[3]- (أدب الدنيا والدين للماوردي، ص: [319]).

[4]- (أدب الدنيا والدين للماوردي، ص: [319]).

[5]- (ديوان الإمام علي، ص: [217]).

[6]- (ديوان عنترة، ص: [147]).

[7]- (ديوان عنترة، ص: [200]).

[8]- (أقوال مأثورة وكلمات جميلة، ص: [207]).

[9]- (الأمثال لأبي عبيد، ص: [230]).

[10]- (أقوال مأثورة، ص: [214]).

[11]- (الشوقيات: [3/152]).

[12]- (ديوان حافظ إبراهيم: [2/103]).

[13]- (صيد الخاطر: [1/39]).

[14]- (ديوان إبراهيم طوقان، ص: [65-66]).

[15]- (أحسن ما سمعت، ص: [133]).

[16]- (غذاء الألباب: [2/460]).

[17]- (الفوائد، ص: [79]).

[18]- (الفوائد، ص: [211]).

[19]- (الفوائد، ص: [77]).

[20]- (الفوائد، ص: [77]).

[21]- (الكساح: هو الذي يُزيل الأوساخ، ويكنِس الطرقات، وقوله: [دلاه]: يعني أنزله، والمعنى أن هذا الكساح لما دنت همته وصل إلى درك من السقوط قبيح؛ حيث نزل إلى مستنقع الأقذار).

[22]- (الفوائد، ص: [77]).

[23]- (الفوائد، ص: [76]).

[24]- (الفوائد، ص: [67]).

[25]- (الفوائد، ص: [67]).

[26]- (الفوائد، ص: [71]).

[27]- (الفوائد، ص: [104]).

[28]- (الفوائد، ص: [79]).

[29]- (الفوائد، ص: [79]).

[30]- (الفوائد، ص: [77]).

[31]- (الفوائد، ص: [149]).

 

المصدر: كتاب: الهمة العالية