خاطرة: رحم الله الطبيب (بكر)
أبو الهيثم محمد درويش
"إن العِفَّة حجابٌ يُمَزِّقه الاختلاط، ولهذا صار طريق الإسلام التفريق والمباعدة بين المرأة والرجل الأجنبي عنها، فالمجتمع الإسلامي مجتمعٌ فرديٌ لا زوجي، فللرجال مجتمعاتهم، وللنساء مجتمعاتهنَّ، ولا تخرج المرأة إلى مجتمع الرجال إلا لضرورةٍ أو حاجةٍ بضوابط الخروج الشرعية..".
- التصنيفات: التربية والأسرة المسلمة - قضايا إسلامية معاصرة - النهي عن البدع والمنكرات -
رحم الله الطبيب الحاذق الذي وضع يده على داءٍ من أشدِّ الأمراض فتكًا بالأمة ألا وهو الاختلاط..
رحم الله العالِم العامل بكر أبو زيد.. لخَّص داء مجتمعاتنا القاتل في كلماتٍ ذهبية، وها هي بيوت المسلمين وشوارعهم ومدارسهم وجامعاتهم تشتكي إلى الله من اللهو والفساد والتبرُّج والسفور والعُهر الناتج عن الاختلاط.
قال رحمه الله مُحذِّرًا ومُنذِرًا في كتابه (حراسة الفضيلة):
"إن العِفَّة حجابٌ يُمَزِّقه الاختلاط، ولهذا صار طريق الإسلام التفريق والمباعدة بين المرأة والرجل الأجنبي عنها، فالمجتمع الإسلامي مجتمعٌ فرديٌ لا زوجي، فللرجال مجتمعاتهم، وللنساء مجتمعاتهنَّ، ولا تخرج المرأة إلى مجتمع الرجال إلا لضرورةٍ أو حاجةٍ بضوابط الخروج الشرعية.
كل هذا لِحفظ الأعراض والأنساب، وحراسة الفضائل، والبُعد عن الرِّيب والرذائل، وعدم إشغال المرأة عن وظائفها الأساس في بيتها، ولذا حُرِّم الاختلاط، سواءً في التعليم، أم في العمل، والمؤتمرات، والندوات، والاجتماعات العامة والخاصة، وغيرها؛ لِمَا يترتب عليه من هتك الأعراض ومرض القلوب، وخطرات النفس، وخنوثة الرجال، واسترجال النساء، وزوال الحياء، وتقلُّص العِفَّة والحِشمة، وانعدام الغيرة" (حراسة الفضيلة؛ لبكر أبو زيد، ص:[97-98]).