الفكر الأشعري في غرفة الإنعاش

مما اعتقده الأشاعرة -ولا يزالون-: "أن الجواهر كلها متماثلة"، وهذا خطأ فقد اكتشف العلماء اليوم (18 جزيئًا)، بدءًا بالإلكترون سنة 1897 مرورًا بالكواركات العليا والسفلى، المكونة للبروتونات والنوترونات والنوترينو والبوتونات، إلى آخر جزيئة يعتقد العلماء أنها السبب في الكتلة الظاهرة للجسيمات الأخرى، وهي بوزون هاكز (Boson de Higgs) أو ما يمكن أن يكون (بوزون هيكز), وهو جزيئة، بل مجال من الجزيئات اكتشف سنة 2012 في تصادم الجزيئات في مسرع كبير على الحدود الفرنسية السويسرية، ويعرف قصدي إخواننا المتخصصون في الفيزياء.

  • التصنيفات: الملل والنحل والفرق والمذاهب -

قليل من المشتغلين بالعقائد والفكر ينتبه إلى أن الفكر الأشعري قائم على مغامرة ومقامرة بنائية، وهي كونه مؤسسًا على نظرية طبيعية اسمها "الجزء الذي لا يتجزأ" وتوابعه، أو النظرية (الذرية).

المغامرة أن فكرًا بأكمله يبنى على نظرية طبيعية اكتشف اليوم أنها لم تكن صحيحة..
ومن ذلك مثلاً أن الأشاعرة يقولون: "إن من خصائص الجوهر الفرد التحيز"، واليوم نتحدث عن جزيئات لا حيز لها، وهي عبارة عن طاقة كالفوتونات.

ومما اعتقده الأشاعرة -ولا يزالون-: "أن الجواهر كلها متماثلة"، وهذا خطأ فقد اكتشف العلماء اليوم (18 جزيئًا)، بدءًا بالإلكترون سنة 1897 مرورًا بالكواركات العليا والسفلى، المكونة للبروتونات والنوترونات والنوترينو والبوتونات، إلى آخر جزيئة يعتقد العلماء أنها السبب في الكتلة الظاهرة للجسيمات الأخرى، وهي بوزون هاكز (Boson de Higgs) أو ما يمكن أن يكون (بوزون هيكز), وهو جزيئة، بل مجال من الجزيئات اكتشف سنة 2012 في تصادم الجزيئات في مسرع كبير على الحدود الفرنسية السويسرية، ويعرف قصدي إخواننا المتخصصون في الفيزياء.

اليوم يتحدث العلماء على نموذج قياسي يعتبر كل هذه الجزيئات بلا كتلة.
بل قد تغير مفهوم الزمان والمكان اليوم، وصرنا نتحدث عن الحركات النسبية غير المطلقة والزمن الفيزيائي، والحقيقي يتحدثون اليوم عن تحول من كتلة إلى طاقة، والأشاعرة لا يزالون على فكرة التجزيء، ففكرة التجزء شكل من أشكال الطبيعة الفيزيائية للأجسام وليست الشكل الوحيد.

ومثثل هذا حديثهم عن الخلاء، فالعلم اليوم ينفي وجود فراغ أو خلاء، فما يعتقده الأشاعرة خلاء هو نفسه مجال لمادة طاقية، وهلم جرا.

المهم.. لن أطيل ولن أدخل في التفاصيل، لكنها تفاصيل في غاية الأهمية، وهي توقع الفكر الأشعري كله في حرج شديد، ويحاول بعض أنصار الفكر إيجاد مخرج من هذا المأزق لكنهم يفشلون، لأن الأمر تجاوز مجرد حبك فكري، فالأمر كما يقال: "علم، ولا مجال فيه للمشاغبة".

وأنا أعمل على هذا منذ مدة، بحكم سابق معرفتي بهذا المجال وحبي له، -أقصد فيزياء الجسيمات الأساسية- ومن الآن تلوح لي أمور صادمة للفكر كله، لذلك أنصح -ولا أزال- أنصار الفكر الكلامي الصادق أن يعيدوا النظر في ما يعتقدونه، وأن يسلكوا مسلك العلم، والحمد لله على أن عقيدتنا مؤسسة على الكتاب والسنة، بعيدًا عن المجازفات العلمية.

ولنرجع الفكر الأشعري إلى أصله، وهو الذب عن العقائد السلفية، وكونه آلية للذب فلنا الحق كل الحق في إعادة النظر فيه تجديدًا وتصحيحًا والله المستعان.
تحياتي للجميع.

 

طارق الحمودي

المصدر: صفحة الكاتب على الفيس بوك