العفو عند الغضب
أبو الهيثم محمد درويش
أن تغفِر وتصفَح ويصير العفو والصفح لك سجيّة فهذا خُلقٌ كريمٌ محمود. أن تحلم وتصبر فإن لم تستطع تصنّعت الحلم وتحلّمت حتى صار من أخلاقك فهذا أيضًا خُلقٌ عظيم.. أما أن تصفَح وتعفو في حال تملكك الغضب حتى يصير هذا ديدنك فهذه الخِصلة هي الأصعب والأروع، وهي ما فضّل الله بها الموفَّقين من عباده وخصّهم بها كنوعٍ من التكريم ووصفهم بها في كتابه فقال تعالى: {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ}.
- التصنيفات: تزكية النفس - الآداب والأخلاق - محاسن الأخلاق - أخلاق إسلامية -
أن تغفِر وتصفَح ويصير العفو والصفح لك سجيّة فهذا خُلقٌ كريمٌ محمود.
أن تحلِم وتصبِر فإن لم تستطع تصنّعت الحلم وتحلّمت حتى صار من أخلاقك فهذا أيضًا خُلقٌ عظيم.
أما أن تصفَح وتعفو في حال تملكك الغضب حتى يصير هذا ديدنك فهذه الخِصلة هي الأصعب والأروع، وهي ما فضّل الله بها الموفَّقين من عباده وخصّهم بها كنوعٍ من التكريم ووصفهم بها في كتابه فقال تعالى: {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} [الشورى من الآية:37].
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: "أي: سجيتهم وخُلقهم وطبعهم تقتضي الصفح والعفو عن الناس، ليس سجيتهم الانتقام من الناس" (تفسير القرآن العظيم: [7/210]).
قيل للأحنف بن قيس: "ممن تعلّمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم. قيل: فما بلغ من حِلْمُهُ؟ قَالَ: بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي دَارِهِ إذا أتته خادمة له بسفودٍ عليه شواء فسقط السفود من يدها على ابنٍ له فعقره فمات؛ فدُهِشت الجارية! فقال: ليس يسكن روع هذه الجارية إلا العتق. فقال لها: أنتِ حُرَّة لا بأس عليكِ".
وكان عون ابن عبد الله إذا عصاه غلامه قال: "ما أشبهك بمولاك! مولاك يعصي مولاه، وأنت تعصي مولاك. فأغضبه يومًا فقال: إنما تريد أن أضربك اذهب فأنت حُرٌ".
وكان عند ميمون بن مهران ضيف.. فاستعجل على جاريته بالعشاء فجاءت مُسرِعة ومعها قصعة مملوءة فعثرت وأراقتها على رأس سيدها ميمون! فقال: يا جارية! أحرقتني، قالت: يا مُعلِّم الخير ومؤدِّب الناس.. ارجع إلى ما قال الله تعالى، قال: وما قال الله تعالى؟ قالت: قال: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ}، قال: قد كظمتُ غيظي، قالت: {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ}، قال: قد عفوتُ عنكِ، قالت: زِد فإن الله تعالى يقول: {وَاللَهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، قال: أنتِ حُرَّة لوجه الله تعالى".