حصاد العصيان
ابن قيم الجوزية
أخي الحبيب! قد يكون للمعصية لذة يشعر بها متعاطيها نظراً لغلبة الهوى وإيثار العاجلة، ولكنها لذة منقطعة لا تدوم، بل تذهب سريعاً وتخلف وراءها عواقب وخيمة، وعقوباتٍ متعددة، وحسراتٍ وجراحاتٍ قد تُصيب الإنسان في مَقتل.
- التصنيفات: الحث على الطاعات -
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
أخي الحبيب! قد يكون للمعصية لذة يشعر بها متعاطيها نظراً لغلبة الهوى وإيثار العاجلة، ولكنها لذة منقطعة لا تدوم، بل تذهب سريعاً وتخلف وراءها عواقب وخيمة، وعقوباتٍ متعددة، وحسراتٍ وجراحاتٍ قد تُصيب الإنسان في مَقتل، ومن ثمرات الذنوب والمعاصي:
1- قلة التوفيق.
2- فساد الرأي.
3- فساد القلب ومرضه وقسوته وضيقه وهلاكه.
4- خفاء الحق.
5- عداوة الخلق وبغضهم.
6- الوحشة بين العبد وربِّه.
7- منع إجابة الدعاء.
8- محق البركة من الرزق والعمر.
9- حرمان العلم.
10- الابتلاء بالمذلة. قال الحسن: "أبى الله إلا أن يُذلَّ من عصاه".
11- تسليط الأعداء.
12- ضيق الصدر.
13- فساد الذرية.
14- الابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت.
15- طول الهم والغم.
16- ضنك المعيشة.
17- كسف البال.
18- ضعف البدن.
19- الابتلاء بالأمراض النفسية والعضوية.
20- صرف القلب عن سماع القرآن واستئناسه بسماع الغناء والألحان.
21- الغفلة عن ذكر الله.
22- سوء الخاتمة.
23- إزالة النِّعم الحاضرة.
24- فساد العقل.
25- سقوط الجاه والمنزلةِ والكرامة عند الله.
26- عمى البصيرة.
27- ذهاب الحياء.
28- ذهاب الغيرة.
29- جلب المذلّة.
30- إبعاد العبد من الملك الموكل به الناصح له، وتقريبه من الشيطان الغاش له.
هذه أخي الكريم بعض ثمار الذنوب والمعاصي التي ذكرها الإمام ابن القيم في كتابه "الداء والدواء"، و"الفوائد"، وهذه الثمار إن اجتمعت على إنسان أهلكته ولابد، فاحرص أخي على طاعة ربك واحتناب معصيته، تسعد في الدنيا وتفز بالنَّعيم المقيم يوم القيامة.
قل للمفرّط يستعدّ:
قل للمفرط يستعد *** ما من ورود الموت بد
قد أخلق الدهر الشباب *** وما مضى لا يسترد
أو ما يخاف أخو المعاصي *** من له البطش الأشد
يوماً يعاين موقفاً *** فيه خطوب لا تحد
فإلامَ يشتغل الفتى *** في لهو والأمر جد
أبداً مواعيد الزمان *** لأهله تعب وكد
يا من يأمل أن يُقيم به *** وحادي الموت يحدو
وتروح داعية المنون *** على مؤملها وتغدو
يختال في ثوب النعيم *** ودونه قبر ولحد
والعمر يقصر كل يوم *** ثم في الآمال مد
وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.