الاستبداد السياسي
محمد قطب إبراهيم
وكان الاستبداد السياسي منذ بني أمية، فبني العباس، فالمماليك، فالعثمانيين، قد صرف الناس عن الاشتغال بالأمور العامة، ووجههم إلى الاهتمام بشئونهم الخاصة، وحصر مفهوم العبادة في الشعائر التعبدية، والفضائل الفردية التي لا تتدخل في شئون المجموع.
- التصنيفات: الدعوة إلى الله -
وكان الفكر الصوفي قد حول الإسلام إلى سبحات روحية، وأوراد وأذكار، وهيام وجداني لا يتحرك في واقع الأرض، ولا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر، ولا يقوم بجهاد، فضلا عن الخلل العقدي في عبادة الأضرحة والأولياء والتقدم إليها بألوان من العبادة لا تجوز لغير الله.
وكان الاستبداد السياسي منذ بني أمية، فبني العباس، فالمماليك، فالعثمانيين، قد صرف الناس عن الاشتغال بالأمور العامة، ووجههم إلى الاهتمام بشئونهم الخاصة، وحصر مفهوم العبادة في الشعائر التعبدية، والفضائل الفردية التي لا تتدخل في شئون المجموع.
وتحول التوكل إلى تواكل سلبي دون الأخذ بالأسباب، وتحولت عقيدة القضاء والقدر إلى تخاذل وتقاعس، بعد أن كانت عقيدة إقدام وجرأة في مواجهة الأعداء والأحداث: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون . قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون} [التوبة: 51- 52].