حمل الرسالة

محمد قطب إبراهيم

ولكنهم من وراء ذلك كله، أسلم فطرة من شعوب الأرض الأخرى، التي أفسدتها الحضارة الجاهلية بترفها ورخاوتها وإخلادها إلى الأرض، وانتشار المباذل فيها، كما كانت الإمبراطوريتان (العظيمتان!) عن يمين الجزيرة وشمالها: فارس والروم، فضلا عن استخذاء شعوبها لسطوة الحاكم المقدس الذي تخنع له الرقاب، ويتعامل مع شعبه تعامل السيد مع العبيد، فيطغى السيد ويخضع العبيد.

  • التصنيفات: الدعوة إلى الله -

أما البشر في هذه الأرض، فقد علم الله كذلك أنهم أصلح من يحمل هذه الرسالة، وينطلق بها في الآفاق.
وثنيون؟ نعم.
مشركون؟ نعم.
لد الخصومة؟ نعم.
شديدو الجدال؟ نعم.
ولكنهم من وراء ذلك كله، أسلم فطرة من شعوب الأرض الأخرى، التي أفسدتها الحضارة الجاهلية بترفها ورخاوتها وإخلادها إلى الأرض، وانتشار المباذل فيها، كما كانت الإمبراطوريتان (العظيمتان!) عن يمين الجزيرة وشمالها: فارس والروم، فضلا عن استخذاء شعوبها لسطوة الحاكم المقدس الذي تخنع له الرقاب، ويتعامل مع شعبه تعامل السيد مع العبيد، فيطغى السيد ويخضع العبيد.

لقد كانت الجاهلية العربية قد أفسدت ولا شك نفوس العرب المشركين. ولكنه كما ثبت في الواقع - فساد في القشرة، لم يتوغل إلى صميم الفطرة، فما إن أزالت العقيدة الجديدة هذه القشرة الفاسدة، حتى اتصلت رأسا بعناصر الخير المذخورة في الفطرة، فأحدثت الأعاجيب.