ثورة اللصوص
الثورات لا يقوم بها المصلحون فقط، بل يقوم بها ويعضدها اللصوص والمفسدون لكي يحافظوا على مكتسباتهم من الفساد، ويوطدوا أركان الفسق لكي تنمو تجارتهم الراكدة.
- التصنيفات: السياسة الشرعية - قصص الأمم السابقة - قضايا إسلامية معاصرة -
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن إتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
قال الله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ} [غافر:26]، لقد بين الله جل جلاله لنا في الآية الكريمة أن أهل الكفر على كفرهم يزعمون أنهم أهل للصلاح وأنهم دعاة للخير والإصلاح، ولقد بين الله ذو الجلال والإكرام ذلك في القرآن الكريم في أكثر من موضع، فقال الله جل جلاله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ. ألا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} [البقرة:11-12]، وهذا نهج الفاسقين، وطريق المفسدين ليقوموا بخداع الجهلاء، وليقوموا أيضا بتمهيد طريق الضلال لمن يريد أن يتبع الهوى.
الثورات لا يقوم بها المصلحون فقط، بل يقوم بها ويعضدها اللصوص والمفسدون لكي يحافظوا على مكتسباتهم من الفساد، ويوطدوا أركان الفسق لكي تنمو تجارتهم الراكدة، فتجد كل ذي مفسدة يشترك في هذه الثورة وكل من له مصلحة في إحياء الفساد، وفي محاربة الإسلام، فتجد النصارى واليهود والفاسقين والمفسدين ودعاة على أبواب جهنم كلهم اتفقوا على مطلب واحد، وفي هذا أمر عجيب!، فكلهم يزعمون أنهم يحافظون على راية الإسلام!.
نسأل الله تعالى أن ينتقم ممن فتن المسلمين وهتك أعراض المسلمات وقتل الأبرياء، وسجن العلماء، ونسأل الله جل جلاله أن ينتقم ممن أراد أن يطفيء نور الله تعالى، والله جل جلاله متم نوره ولو كره الكافرون والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.