النطق بالشهادة

محمد قطب إبراهيم

فأما النطق فهو وقتئذ العلامة الظاهرة للإيمان، فلم يكن ينطق بالشهادتين في ذلك الوقت إلا من آمن حقا، وجاء يعرض إيمانه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مخاطرا بنفسه، معرضا نفسه للأذى ينصب عليه من كل حدب وصوب، والجاهلية كلها من حوله تناجزه العداء، وتظهر له الإنكار والبغضاء.

  • التصنيفات: الدعوة إلى الله -

في هذه الفترة التي نحن بصددها كان التركيز على مقتضيات بعينها من مقتضيات لا إله إلا الله.
فأما النطق فهو وقتئذ العلامة الظاهرة للإيمان، فلم يكن ينطق بالشهادتين في ذلك الوقت إلا من آمن حقا، وجاء يعرض إيمانه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مخاطرا بنفسه، معرضا نفسه للأذى ينصب عليه من كل حدب وصوب، والجاهلية كلها من حوله تناجزه العداء، وتظهر له الإنكار والبغضاء.
ومع أن النطق في ذلك الوقت كان علامة مؤكدة على الإيمان، لأنه لم يكن يعرض نفسه لمخاطر النطق إلا من آمن حقا، وبلغ به التصديق مبلغ اليقين، فهل اكتفى رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم بأنهم صدقوا في داخل قلوبهم ونطقوا بألسنتهم؟‍
ولو اكتفى بذلك منهم، فهل كانت تقوم تلك القاعدة الصلبة التي غير الله بها وجه الأرض؟
وفيم إذن كان لقاؤه معهم في دار الأرقم، ومصاحبته لهم، وقضاؤه الساعات معهم؟ ليقول لهم: آمنوا بأنه لا إله إلا الله، وقد آمنوا بالفعل؟ أم ليقول لهم انطقوا بألسنتكم أنه لا إله إلا الله وقد نطقوا بالفعل؟ إنما كان يلتقي بهم ليربيهم على مقتضيات لا إله إلا الله، مقدما لهم النموذج العملي في شخصه الكريم.