لا مكان للقاعدين والقعدة والنائمين والمتكاسلين في هذه الحياة
خباب الحمد
كم من قوم قامت بهم هِمَمُهم وهم قعود جلوس فصنعوا للأمَّة مجدًا... وكم من قوم قامت بهم هِمَمُهم ولكن إلى الفساد..
- التصنيفات: أعمال القلوب -
فالحياة التي خلقنا الله لعبادته فيها تحتاج منَّا إلى قيام دائم، وإصرار على القيام؛ وكم هزَّتني آيات القيام في القرآن؛ حتّى صرتُ أخشى من قلَة القعود والجلوس!
ففي كتاب الله تعالى مدح للقائمين بعبادته:
- بقيام الليل لصلاة ما يُكتب له؛ فقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ . قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} [المزمل:1-2].
- بالقيام لأجل الدعوة والنذارة؛ فقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ . قُمْ فَأَنذِرْ} [المدثر:1-2].
- القيام للتفكر: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} [سبإ من الآية:46].
- القيام أثناء ذكر الله: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ} [آل عمران من الآية:191]، وتقديمه للقيام على غيره واضح الدلالة!
- القيام لدعاء الله وذكره والدعوة إليه؛فقد قال تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ} [الجن من الآية:19].
وفي كتاب الله تعالى ذمُّ لكل القاعدين عن عبادته!
- ذمَّ تعالى المنافقين المتثاقلين عن أداء الصلاة فقال: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ} [النساء من الآية:142].
- وذم من تكاسل وقعدت به همَّته عن الجهاد في سبيل الله فقال: {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ} [التوبة من الآية:38].
وحين يعلم الله همَّة العبد الدنيَّة لا يُحبِّبُ له الخير؛ لأنَّه لم يبذل الأسباب؛ لهذا يقول الله: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَـٰكِن كَرِهَ اللهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ . لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا} [التوبة من الآيتين:46-47].
بقي أن أقول:
كم من قوم قامت بهم هِمَمُهم وهم قعود جلوس فصنعوا للأمَّة مجدًا ومنهم المشلول والقعيد الذي لا يتحرك؛ وكم من قوم قامت بهم هِمَمُهم ولكن إلى الفساد فكان جلوسهم وركونهم أفضل بكثير من قيام كان من خلفه إجرام!