أشراط الساعة (معناها ودلائلها)
إنَّ موعد قيام الساعة هو من الغيب الذي استأْثره الله عز وجل عنده في عِلْم الغيب، فقال الله سبحانه وتعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.
- التصنيفات: أشراط الساعة -
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
أولاً: المعنى في اللغة: جاء في الوسيط: الشَّرط -أي: العلامة- جَمْع أشراط؛ قال تعالى: {...فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} [محمد:18]، ومعنى الساعة في اللغة: هي جزءٌ مِنْ أجزاء الليل والنهار، جَمْعُها: ساعات.
ثانيًا: معنى الساعة في الاصطلاح الشرعي:
الوقت الذي تقوم فيه القيامة، وسُمِّيَتْ بهذا الاسم بسبب سرعة الحساب فيها، أو لأنَّها تأتي فجْأَة على الناس في ساعة ويموت كلُّ الْخَلْق بصيحة واحدة.
وأشراط الساعة: هي علامات القيامة التي تَسْبقها وتدلُّ عليها وعلى قُربها.
ثالثًا: الأدلة من الكتاب على أشراط الساعة والتحذير من اقْترابها:
إنَّ موعد قيام الساعة هو من الغيب الذي استأْثره الله عز وجل عنده في عِلْم الغيب، فقال الله سبحانه وتعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف:187].
وإنْ كان الله عز وجل لَم يُطلِعْ أحدًا من خَلْقه عن موعد قيامها ووقتها، فقد جعَل لها علامات وإشارات تدلُّ على اقترابها، ومن الآيات التي تدلُّ على ذِكْر الأشراط قوله سبحانه وتعالى: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} [محمد:18].
قال ابن كثير في قوله: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا}؛ أي: أمارات اقْترابها، وقوله تعالى أيضًا: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر:1]، وقوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [سبأ:3]، وقوله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ . مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ . لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ} [الأنبياء:1-3]، وقوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا . وَنَرَاهُ قَرِيبًا . يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ} [المعارج:6-8].
رابعًا: الأدلة من السُّنة على أشراط الساعة والتحذير من اقْترابها:
من حديث أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « » (مسلم:2951)، ويُشير بأصبعيه فيمدهما، ومن حديث أبي هريرة، يَبْلُغ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: « » (مسلم:2954).
فهذا يدلُّ على أنَّ الذي بَقِي لهذه البشريَّة بالنسبة لِمَا مضَى شيءٌ يسير، لكن مع هذا لا يُعْلَم ما مضَى ولا يُعْلَم ما بَقِي، لكنَّه قليلٌ بالنسبة لِمَا مضَى، والله أعلم بذلك.
أسأل الله أن ينفعَنا بما علَّمنا، وأن يُعَلِّمَنا ما ينفعنا؛ إنه سميعٌ مُجيب والله تعالى أعلى وأعلم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
محمد فقهاء