تبدل مصدر التلقي

محمد قطب إبراهيم

تبدل مصدر التلقي، لم يعد هو الإسلام، لم يعد هو الله ورسوله، إنما صارت (الحضارة الأوروبية) هي المصدر، وهي المثال المطلوب استيعابه والصيرورة إليه. لم يعد هناك صدى في النفوس لقوله تعالى : {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون} المائدة: 50).

  • التصنيفات: الدعوة إلى الله -

تبدل مصدر التلقي، لم يعد هو الإسلام، لم يعد هو الله ورسوله، إنما صارت (الحضارة الأوروبية) هي المصدر، وهي المثال المطلوب استيعابه والصيرورة إليه. لم يعد هناك صدى في النفوس لقوله تعالى : {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون} (المائدة: 50).

بل صار وصف ((الحضارة)) الغربية بأنها جاهلية يعتبر كفرا في نظر المستعبدين للغرب، الذين أكل الغز الفكري قلوبهم وأصبح حجاب المرأة المسلمة هو السجن والظلام، وانطلاقها عارية في الطريق هو التقدم والتحرر، وأصبح الإلحاد والكفر والسخرية بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو عنوان ((حرية الفكر))، وأصبح الانسلاخ من الإسلام والانتماء إلى الغرب رتبة ونيشانا يتباهى به العبيد.

ثم دخلت ((المذاهب الفكرية)): الوطنية والقومية والعلمانية والاشتراكية والديمقراطية. إلخ. لتكون البديل الفكري من الإسلام من جهة، ولتمزق هذه الأمة مزقا متفرقة من جهة أخرى، ليسهل على العدو التقامها وابتلاعها بعد أن تعذر عليه ازدرادها وهي موحدة تحت رباط الإسلام، حتى وإن لم تكن وحدة سياسية كاملة بالمعنى الصحيح.
حضيض لم تصل إليه الأمة الإسلامية في تاريخها كله، ولكنه منطقي مع غثاء السيل، لا يتوقع لها سواه.