الواقع والمثال
محمد قطب إبراهيم
وقد استعرضنا من قبل بعض أسباب هذا الاختلاف بين الواقع الذي حدث بالفعل، والمثال الذي كان يجب أن تسير عليه الأمور، وبعض النتائج التي ترتبت على ذلك الاختلاف.
- التصنيفات: الدعوة إلى الله -
من الواضح أن الواقع قد اختلف كثيرا عن المثال.
وقد استعرضنا من قبل بعض أسباب هذا الاختلاف بين الواقع الذي حدث بالفعل، والمثال الذي كان يجب أن تسير عليه الأمور، وبعض النتائج التي ترتبت على ذلك الاختلاف.
وهنا بعد أن فصلنا الحديث عن المنهج النبوي في إنشاء القاعدة الصلبة، ثم توسيع القاعدة بمعاونة القاعدة الصلبة، تحت إشرافه صلى الله عليه وسلم، نعود إلى شيء من التفصيل فيما حدث من افتراق بين الواقع والمثال.
التعجل هو الطابع العام للتحرك الذي قامت به الصحوة الإسلامية منذ قيامها.
هناك ابتداء تعجل في إنشاء القاعدة ذاتها.
لو كنا أخذنا منذ البدء فكرة صحيحة عن نوع الخلل الذي حدث في بنية الأمة، والذي نشأ عنه ما نشأ من غربة الإسلام بين أهله، وتداعي الأعداء على الأمة من كل حدث وصوب. وأخذنا فكرة صحيحة عن نوع الجهد المطلوب لإصلاح هذا الخلل الهائل في بنية الأمة. وأخذنا فكرة صحيحة عن الجهد الجبار الذي بذله الأعداء في التخطيط والإعداد لمحاولة القضاء على الإسلام، فقد كنا جديرين أن نتمهل كثيرا في الحركة، ولا نتعجل في المسير.