(لو) بين الاتعاظ والاعتراض على القدر

أحمد كمال قاسم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان».

  • التصنيفات: شرح الأحاديث وبيان فقهها -

موقفان:
أ- فشل شخص ما في مهمة ما بسبب تقصير منه، فقال: "لو لم أقصر وكنت فعلت كذا لما فشلت".
ب- ذهب شخص ما إلى المطار في موعده لكي يستقل الطائرة، فوجد ميعادها قد تأجل، وبالتالي تأخر عن موعد وصوله، فقال: "لو أني قمت بالحجز على متن خطوط طيران أخرى لما تأخرت عن موعد وصولي".

حديث النهي عن لو:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان» (الراوي: أبو هريرة، خلاصة الدرجة: صحيح، المحدث: مسلم، المصدر: المسند الصحيح، الصفحة أو الرقم:2664).

أي الموقفين في الأعلى ينطبق مع نهي الحديث؟
بالطبع هو الموقف (ب)، وذلك لأنه اعتراض على القدر وليس لوم للنفس على التقصير، لأن المسافر فعل كل ما يجب عمله، وقد قدر الله بالرغم من ذلك عكس ما يريد..

والحديث واضح فهو يحث أولاً على القوة والحرص على ما ينفع، والاستعانة بالله، أي يحث على الأخذ بكل الأسباب، فإذا حدث غير ما يتمناه المرء بعد ذلك فلا يقول: "لو أني فعلت! كان كذا وكذا"، ولكن يستسلم لقدر الله العليم الحكيم.

ولكن ما حكم الشخص الذي في الموقف (أ)؟
إننا يجب نقر بأن هذا ليس هو المقصود بالحديث الشريف، وبأن ما قام به هو لوم للنفس على التقصير، -وليس لوماً للقدر- حتى تتعظ ولا تكرر الخطأ مرة أخرى، وبالتالي فهو فعل محمود شرعاً وليس فعلاً مذموماً كما هو الحال في الموقف (ب)، فتأمل.. والله أعلم. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام