(1) مِن مَظاهر إعلاء الدِّين؛ الجَهرُ بعَداوة المُشركين.
أبو فهر المسلم
إظهارُ الدين، لا كما يَظن الجَهلة؛ مِن أنه إذا ترَكه الكُفار، وخلَّوا بينَه وبين أن يُصلِّي، ويَقرأ القرآن، ويَشتغل بما شاء من النوافل
- التصنيفات: الولاء والبراء -
قال الشيخ؛ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، رحمه الله: "فإن اللهَ سبحانه؛ ذَكر في كتابِه؛ المرادَ من إظهارِ الدِّين: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ. لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} [الكافرون:1-2]، فأمرَه أن يقول لهم: "إنكم كافرون، وإنه بريءٌ من مَعبوداتهم، وإنهم بَريئون من عبادة الله، فمَن قال ذلك للمشركين ظاهرًا، في مَجالسهم، ومَحافلهم، وغشَاهم به؛ فقد أظهرَ دينَه، {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [الممتحنة:4]".
قال شيخُنا؛ حمَد بن عَتيق رحمه الله: "فأخبَراللهُ تعالى عن جميع المُرسَلين؛ أنهم تَبرؤوا من الشرك والمشركين، وهذا هو الواجب؛ أن تكون العداوةُ والبغضاءُ؛ ظاهرةً، يَعلمُها المُشركون من المُسلم، وتكون مُستمرة" أهـ.
فمَن صرَّح لهم بذلك؛ فقد أظهَر دينَه، وصرَّح بالعَداوة؛ وهذا هو إظهارُ الدين، لا كما يَظن الجَهلة؛ مِن أنه إذا ترَكه الكُفار، وخلَّوا بينَه وبين أن يُصلِّي، ويَقرأ القرآن، ويَشتغل بما شاء من النوافل؛ أنه يَصير مُظهرًا لدينه، هذا غلطٌ فاحش.
فإن مَن يُصرِّح بالعداوةِ للمشركين، والبراءةِ منهم؛ لا يَتركونَه بين أظهُرهم، بل إما قتَلوه، وإما أخرَجوه؛ إن وجدوا إلى ذلك سبيلًا، كما ذكرَه الله عن الكفار؛ قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} [إبراهيم:13].
وهل اشتدَّت العداوةُ بين الرُّسل وقومِهم، إلا بعد التصريح بمَسبَّة دينِهم، وتسفيه أحلامِهم، وعَيب آلهتهم؟!
وقال الشيخُ محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله: "إنه لا يستقيم للإنسان إسلامٌ، ولو وحَّد اللهَ، وترك الشِّركَ؛ إلا بعداوة المشركين، والتصريح لهم بالعداوة، كما قال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة:22].