نحن وهم وزمهرير الشتاء
أبو الهيثم محمد درويش
يختلف الإحساس بشدة البرد في الشتاء باختلاف طبائع الناس ومستوياتهم.. فمنهم من يتمتع بقسوة البرد وينتظره للسفر لممارسة ألعاب الجليد الشتوية، أو الاستمتاع في بلدان معينة بطقوس الشتاء..!
- التصنيفات: دعوة المسلمين - قضايا إسلامية معاصرة -
يختلف الإحساس بشدة البرد في الشتاء باختلاف طبائع الناس ومستوياتهم..
فمنهم من يتمتع بقسوة البرد وينتظره للسفر لممارسة ألعاب الجليد الشتوية، أو الاستمتاع في بلدان معينة بطقوس الشتاء..!
بينما ينتظر البعض موسم الشتاء على وجل وخوف من الإصابة بمكروه، أو حدوث ضراء بسبب الفقر وقلة الإمكانيات المتاحة لمواجهة البرد، بينما تجد آخرون في مخيمات في العراء لا تقيهم ولا تحميهم، بل ينتظرون الموت متجمدين هم وأطفالهم في كل لحظة.
وللأسف قسوة البرد لا تحرك دفيء المشاعرإلا عند أصحاب القلوب الحية..! وهناك من البشر من قلوبهم أصقع من برد الشتاء، عن الأصمعي رحمه الله تعالى قال: "كانت العرب تسمي الشتاء: الفاضح، -وكأنه والله أعلم يفضح الفقير، فلا صبرَ له عليه، بخلاف الحر فيصبر عليه- فقيل لامرأة منهم: أيما أشد عليكم القيظ أم القُرُّ؟ فقالت: يا سبحان الله، من جعل البؤس كالأذى؟ فجعلت الشتاء بؤسًا والقيظ أذى".
قال الزمخشري: "وعادتهم أن يذكروا الشتاء في كل صعب قاس، والصيف وإن تلظى قيظه وحمي صلاؤه وعظم بلاؤه، فهو بالإضافة إلى الشتاء هوله هين على الفقراء؛ لما يلقونه فيه من الترح والبؤس؛ ولهذا قيل لبعضهم: ما أعددت للبرد؟ قال: طول الرعدة، وفظاظة الشدة".
ويُذكر عن عمر رضي الله عنه أنه كان يتعاهد رعيته إذا حضر الشتاء، ويكتب لهم قائلاً: "إنّ الشتاء قد حضر، وهو عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف والخفاف والجوارب، واتخذوا الصوف شعارًا ودثارًا؛ فإنّ البرد عدو سريعٌ دخوله، بعيدٌ خروجه".
اللهم أعن الفقراء وأصحاب الدخول المحدودة على برد الشتاء.
اللهم حرك قلوب الموثرين نحو إخوانهم من بني الإنسان.
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك.