(53) سُنَّة صلاة الاستخارة
راغب السرجاني
كم نشعر بالحيرة في أخذ قرار ما، حيث السلبيات إلى جوار الإيجابيات، فيُعلِّمنا رسول الله سُنَّة استخارة رب العالمين فهي تريح بالنا وتهدينا..
- التصنيفات: السيرة النبوية -
كم من المرَّات أثناء اليوم الواحد نشعر بالحيرة في أمرنا، ونتردَّد في أخذ قرار من القرارات؛ حيث تبدو لكل قرار بعض السلبيات إلى جوار بعض الإيجابيات؟! وهنا يُعَلِّمنا الرسول صلى الله عليه وسلم سُنَّة جميلة تُريح بالنا، وتهدي طريقنا؛ وهي سُنَّة استخارة ربِّ العالمين..
فقد روى البخاري عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ: « »، قَالَ: « ».
ويتضح من هذا الوصف لجابر رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يُعَلِّم الصحابة الاستخارة في مواقف كثيرة، وليس -كما يظن بعضهم- عند الأحداث الكبرى فقط، وليس بالضرورة أن يرى المستخير رؤيا لكي توضِّح له الاختيار الذي يُريده الله عز وجل، بل يمضي المستخير فيما يستريح له من اختيار، فإن وجد تيسيرًا مضى وأكمل، وإن وجد غير ذلك توقَّف..
ودعاء الاستخارة يكون قبل السلام من الصلاة أو بعده، ويجوز قوله دون صلاة إن تعذَّرت الصلاة كحالة المرأة الحائض، أو عدم وجود فرصة للصلاة لأي سبب، وما أروع أن تستشعر أن مُعِينك على الاختيار الأصوب هو الله العليم الخبير.
ولا تَنْسَوْا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].