(60) سُنَّة الدعاء عند رؤية الهلال
راغب السرجاني
كل المخلوقات تعبد الله وتسبحه ولأهمية رؤية الهلال في حياة المسلم خصها رسول الله بدعاء خاص، وختمه بالحديث إلى الهلال وإخباره بعبادته لله..
- التصنيفات: السيرة النبوية -
ذكر لنا الله عز وجل في كتابه الكريم أن كل المخلوقات تعبده، وتُسَبِّح بحمده؛ قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء:44]، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشعر ذلك جيدًا؛ ومن ثَمَّ نجده في بعض الأحاديث يُخاطب هذه المخلوقات غير العاقلة، ويخبرها أنه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين يعبدون الله عز وجل معها..
وكان من هذه المخاطبة ما يفعله مع الهلال في أول كل شهر عربي؛ فقد روى الترمذي، وقال الألباني: صحيح، عن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى الهِلاَلَ قَالَ: « ».
فهو يُردِّد هذا الدعاء اثني عشر مرَّة في السنة، وكأنه يستفتح كل شهر بطلب البركة فيه، والثبات على الدين، وهو في الوقت نفسه يحثُّ المسلم على رصد الهلال وملاحظته؛ لأن هناك عبادات مرتبطة بمعرفة أول الشهر؛ مثل صيام الثلاثة أيام البيض، أو صيام عاشوراء، أو غير ذلك..
فينبغي للمسلم أن يكون واعيًا بهذه البداية، وفي الوقت نفسه فهو سيأخذ أجر هذا الدعاء الجميل، وسيأخذ أجر اتباع السُّنَّة، بالإضافة إلى تحقُّق البركة والسلامة، والثبات على الإسلام والإيمان، فما أروعها من سُنَّة!
ولا تَنْسَوْا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].