(67) سُنَّة سيد الاستغفار
راغب السرجاني
سُنَّة سيد الاستغفار سُنَّة تبدأ بتوحيد الله والاعتراف بالذنوب والنعم، مما يجعلنا في حالة ابتهال وخشوع تُحقّق لنا مغفرة الله؛ بشرط أن نوقن به..
- التصنيفات: السيرة النبوية -
منتهى أحلام المؤمن أن يدخل الجنة؛ ولكن قد تَحُول الذنوب بين العبد وبين مراده؛ فالذنوب لا تتوقَّف، والملائكة تُحْصِي بدقَّة، وحُلم دخول الجنة يتعرَّض للخطر! والرسول الرحيم صلى الله عليه وسلم يحبُّ لنا الخير والنجاح، وقد عَلَّمَنا قولاً نقوله كلَّ صباح ومساء يجعلنا بإذن الله تعالى من أهل الجنة، وهو سيد الاستغفار..
فقد روى البخاري عن شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: « قَالَ-: ».
وقد سُمِّي هذا الدعاء بسيد الاستغفار لأنه لا يذكر الاستغفار مباشرة، إنما يُقَدِّم له بتوحيد ربِّ العالمين، وباعتراف العبد بذنوبه، وكذلك اعترافه بنعمة الله عليه؛ مما يجعله في حالة ابتهال وخشوع يُحَقِّق له مغفرة الله عز وجل؛ لهذا اشترط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعاء أن يقول المسلم هذه الكلمات وهو موقن بها، حتى تتحقَّق المغفرة؛ ومن ثَمَّ يُصبح القائل من أهل الجنة؛ لأن مَنْ غُفِرَ له دخل الجنة، والسُّنَّة أن يُقال الدعاء مرَّة واحدة صباحًا، وأخرى مساءً.
ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].