(10) كراهية تطغى على الرؤية
محمد علي يوسف
أما وأن يقطر حظ النفس من الحروف، ويتطاير الانتصار للسادة والكبراء والمتبوعين، من ثنايا المعاني، فلبئس الغضب، ولبئست الكراهية
- التصنيفات: قضايا إسلامية -
وكما أن حب المتبوعين، والسادة والكبراء، والتعصب لهم؛ محرك رئيسي للأحداث، فكذلك الكراهية، والعداوة، والبغضاء.
وإني لألحظ كمًّا من الكراهية؛ في تنظيرات البعض، يطغى -أحيانًا- على رؤيتهم، وتشوش غضبته على فكرتهم، وإن هذه الغضبة إن كانت لله، وتلك البغضاء إن كانت لأعداء الله؛ الصادين عن سبيله؛ المحاربين لدينه؛ فَأَنْعِم بها من غيرة محمودة، وعروة وثقى للإيمان معقودة، وإن كانت لا بد أن تنضبط، وتُحْكم آثارها، وتداعياتها بميزان الشرع، كي لا تشوش على سداد التفكير، وصحة الرؤية والفهم.
أما وأن يقطر حظ النفس من الحروف، ويتطاير الانتصار للسادة والكبراء والمتبوعين، من ثنايا المعاني، فلبئس الغضب، ولبئست الكراهية، ولا بارك الله في حرف، أو غضبة، أو حركة، وسكنة، لم تكن لأجله خالصة، ولمرضاته طالبة، فكان الهوى دافعها، والغلو وقودها، والأحقاد مركبها، والعصبية مجراها، ومرساها.