(15) بين الاقتداء والمسخ
محمد علي يوسف
والحقيقة أن ثمة فارق كبير للغاية؛ بين أن يتبع على بصيرة، ويقتدي بعلم وفهم، وبين أن يتحول إلى إنسان آلي، أو (روبوت)، ينفذ ما يقال له، ربما حتى قبل أن يعرف ما سيقال له.
- التصنيفات: قضايا إسلامية -
ورغم اختلافاتهم الواضحة؛ فإن كثيرًا من الأتباع يشتركون في خاصية رئيسية: التوقيع على بياض.
يكفي أن يأمرهم سادتهم وكبراؤهم؛ فيوقعون لهم على بياض، وكأن من وَقَّعوا لهم لا يأتيهم باطل من بين أيديهم، ولا من خلفهم، وكأنما أَمِنْت عليهم الفتنة، وَعُصِمُوا من الزلل والضلال، فكانوا بين أيديهم، كالميت بين يدي مغسله.
ولئن سألتهم؛ ونصحتهم؛ وذَكَّرتهم؛ أن تلك الكهانة ليست في ديننًا، ولا عُرفنا؛ لأبرزوا في وجهك صكوك الثقة، ولأسكتوك بالكلمات المعتادة: "أيعقل أن تفهم أنت أكثر منهم؟ّ!"، "أيعقل أن تساوي رأسك برأسهم، وتجرؤ على مخالفتهم؟!"
والحقيقة أن ثمة فارق كبير للغاية؛ بين أن يتبع على بصيرة، ويقتدي بعلم وفهم، وبين أن يتحول إلى إنسان آلي، أو (روبوت)، ينفذ ما يقال له، ربما حتى قبل أن يعرف ما سيقال له.
ببساطة هو الفارق بين قيمة الاقتداء، وبين المسخ.