(90) سُنَّة العمل الصالح في الأيام العشر
راغب السرجاني
رفع اللهُ قدر بعض الأيام وفضَّلها على غيرها، وجعل العمل فيها أكثر مثوبة بفضله وكرمه؛ ومن هذه الأيام وأعظمها الأيام العشر الأولى من ذي الحجة..
- التصنيفات: السيرة النبوية -
رفع اللهُ قدر بعض الأيام وفضَّلها على غيرها، وجعل العمل فيها أكثر مثوبة بفضله وكرمه؛ ومن هذه الأيام -بل أعظمها- الأيام العشر الأولى من ذي الحجة، وقد عَرَّفنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: « »، قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: « ».
وفي رواية أخرى لأبي داود -وقال الألباني: صحيح- عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « »، يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: « ».
فهذا الحوار يُوَضِّح القيمة الهائلة لهذه الأيام حيث رفعت من أجر بعض الأعمال حتى جعلتها أعلى من الجهاد، مع كون الجهاد ذروة سنام الإسلام، ويترك لنا الحديث المجال لنختار الأعمال التي نقوم بها في هذه الأيام المباركة؛ فيمكن لنا الإكثار من الصلاة، والصيام، والذِّكْر، وقراءة القرآن، والنفقة في سبيل الله، وصلة الأرحام، وإصلاح ذات البين، وغير ذلك من الأعمال الصالحة، وكلها من سُنن النبي صلى الله عليه وسلم.
ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].