لا يساومني به غير المنية

عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

هل علمت أن امرأة من ذلك الجيل الرباني - الذي تربّى في المجتمع النبوي المدني ساومها اليهود وراودوها على خلع حجابها وعلى كشف وجهها، فأبَتْ وانتفضت، فكادُوها كعادتهم فربطوا بغض ثيابها ببعض فلما قامت تكشّفت، فاهتزت واضطربت وصاحت: وا إسلاماه، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهوديا، فشدّت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فأغضب المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع.

  • التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة -

طلبوا تحريرك فاعتقلوكِ *** جثّـة بين البرايا هامشيّة

إنما الحرّة من تُغضي حياءً *** ليست الحرّة من كانت بغيّة

ساوموكِ عبر إعلامٍ أثيم *** همسوك بالنداءات الخفيّـة

فاحذري يا أُختُ أن تُصغي لقولٍ *** يهدم الإيمان فيك يا أُخيّه

واهتفي يا أُختُ فيهم:لست أرضى *** لي سوى الإسلام دينا وحميّة

إنه يا طالب النجم حجابي *** لا يُساومني به غير المنيّــة

أنت يا أختاه للأخلاق مهدٌ *** أنت للأعداء أصبحت القضية

رسم الأعداء كي ما يقتلوكِ *** بدهاء وخفاء ورَويّـة

قتلك يا أختُ في سلب حياكِ *** ليس بالسيف ولا بالندقية

أنت للإسلام في الأعداء سهمٌ *** وعلى الإسلام إن رمتِ الدنيّة

فاختاري لنفسك أي الطريقين شئت يا أُخيّـه

أنت للإسلام في الأعداء سهمٌ *** وعلى الإسلام إن رمتِ الدنيّة

فأنت يا أُخيّـه - حفيدة خديجة إذا شئت التي نصرت دين الله، وآزرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأُعيذك بالله أن تكوني حفيدة أم جميل، تبت يداها وخسرت دنياها وأخراها، الخبيثة الفؤاد، البذيئة اللسان، السبابّة الشتّامة، المتبرجة الآثمـة.
فأنت في الحصن أُخيّـه

وثِقي بنفسك أنتِ سرّ حضارة *** عظُمت وأعطت للورى أبطالا

وأنت - يا أختاه - مَهْد الأخلاق

غذي صغارك بالعقيدة، إنها *** زاد به يتزود الأبـرار

وأنت فتاة اليوم وأمّ المستقبل

في كفك النشء الذين بمثلهم *** تصفو الحياة وتُحفظ الآثار

وأنت بنت أكرم دين

أختاه حولك روضة مخضرّة *** تختال فوق ربوعها الأشجار

وإن أعجب فعجبي ممن تتمنّى حياة أقوام يتمنّون حياتها!

كم تتمنى اليوم عاقلات نساء الغرب حياة شرقية!

إنهن يتمنّين حياتك أنتِ يا ذات الحجاب

ومن ذوات الحجاب ممن تتمنّى حياة امرأة غربية!

وهذه نماذج

وليكن لسان الحال منك:

إنه يا طالب النجم حجابي *** لا يُساومني به غير المنيّــة

أُخيّــه:

هل علمت أن امرأة من ذلك الجيل الرباني - الذي تربّى في المجتمع النبوي المدني ساومها اليهود وراودوها على خلع حجابها وعلى كشف وجهها، فأبَتْ وانتفضت، فكادُوها كعادتهم فربطوا بغض ثيابها ببعض فلما قامت تكشّفت، فاهتزت واضطربت وصاحت: وا إسلاماه، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهوديا، فشدّت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فأغضب المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع، وحاصرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمس عشرة ليلة فنزلوا على حكمه، فكُتّفوا وهو يريد قتلهم، إلا أن عبد الله بن أُبيّ شفع فيهم وكلّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم حتى أُجلُوا من المدينة النبوية.

فأقيمت الدنيا ولم تُـقعد، وسُفكت دمـاء، وحوصرت اليهود، وأُجليَت بنو قينقاع، كل ذلك من أجل حجاب، فهو يا أُخيّه حجابك الذي يجب أن لا يُساومك به غير المنية.

فهل هو عندك بهذه المنـزلـة، وبهذه المكانة والمثابة؟؟
أرجو ذلك..