لماذا العجب؟!
أبو الهيثم محمد درويش
كان عطاء سلمان خمسة آلاف، فإذا خرج عطاؤه تصدَّق به، وأكل من سفيف يده.
- التصنيفات: تربية النفس - تزكية النفس -
عندما أقرأ هذا أعلم سبب ما نحن فيه، عندما نقرأ عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وزهده، وحياة الصحابة من بعده، خاصة بعدما فتحوا الأرض، ودانت لهم الدنيا، أعرف الفرق الواسع بيننا وبينهم، سواء على مستوى الحكام أو المحكومين.
فلما تقرأ عن مثل هذا الحاكم تتعجب؛ عن الحسن قال: "كان عطاء سلمان خمسة آلاف، وكان أميرًا على زهاء ثلاثين ألفًا من المسلمين، وكان يخطب في عباءة يفترش نصفها، ويلبس نصفها، فإذا خرج عطاؤه تصدَّق به، وأكل من سفيف يده" (رواه أبو نعيم في؛ حلية الأولياء:1/197-198)، (ابن عساكر؛ في تاريخ دمشق:21/434).
وعندما نقرأ عن هذا المحكوم نزداد عجبًا؛ قال زمعة بن صالحٍ: "كتب إلى أبي حازمٍ بعض بني أمية؛ يعزم عليه إلا رفع إليه حوائجه، فكتب إليه: أما بعد، فقد جاءني كتابك تعزم علي أن أرفع إليك حوائجي، وهيهات، قد رفعت حوائجي إلى ربي، ما أعطاني منها قبلت، وما أمسك عليَّ منها قنعت" (القناعة؛ لابن السني).
والخلاصة: هكذا كانوا، أما نحن فحالنا يغني عن الكلام.
الله المستعان.