(9) عقوبة من خادع رسول الله، انكشاف كذب مدعيي النبوة

عقوبة من خادع النبي صلى الله عليه وسلم.. ومن دلائل النبوة استجابة دعائه صلى الله عليه وسلم، وكراماتُ بعضِ أتباع النبي صلى الله عليه وسلم، والإخبار عن استقامة القرون الثلاثة، وإخباره صلى الله عليه وسلم بفتح بعض الأمصار وخروج بعض أصحابها إليها، وإخباره صلى الله عليه وسلم بقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإخباره صلى الله عليه وسلم أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ستشهد يوم الجمل، ومنها إخباره أن فاطمة رضي الله عنها أول أهل بيته لحاقًا به

  • التصنيفات: السيرة النبوية -

عقوبة من خادع النبي صلى الله عليه وسلم:

عن أنس رضي الله عنه قال: كان رجل نصرانيًا فأسلم، وقرأ البقرة، وآل عمران، فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فعاد نصرانيًا فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له، فأماته الله، فدفنوه فأصبح، وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه. فحفروا له فأعمقوا فأصبح وقد لفظته الأرض. قالوا: هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم، فألقوه خارج القبر. فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا فأصبح قد لفظته الأرض فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه. (البخاري: [6/723]، رقم: [3617]، كتاب المناقب - باب علامات النبوة في الإسلام).

في انكشاف كذب من ادعى النبوة في عصره صلى الله عليه وسلم وبعد عصره، وهذا دليل على أن نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم مرسل من عند الله لتأييد الله له وإقراره إياه على دعوى النبوة:

عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن عمر انطلق مع النبي صلى الله عليه وسلم في رهط قبل ابن صياد، حتى وجدوه يلعب مع الصبيان عن بني مغالة، وقد قارب ابن صياد الحلم، فلم يشعر حتى ضرب النبي صلى الله عليه وسلم يده، ثم قال لابن صياد: «تشهد أني رسُول اللهِ؟» فنظر إليه ابن صياد فقال: أشهد أنك رسول الأميين. فقال ابن صياد للنبي صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسُول اللهِ؟ فرفضه، وقال: «آمنت بالله وبرسله». فقال له: «ماذا ترى؟» قال ابن صياد: يأتيني صادق وكاذب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «خلط عليك الأمر»، ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «إني قد خبأت لك خبيئًا». فقال ابن صياد: هو الدُّخُّ؟ فقال: «اخسَأْ، فلن تَعدُوَ قَدْرَك» فقال عمر رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أضرب عنقه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن يَكُنْه فلن تُسلَّطَ عليه، وإنْ لم يَكُنْه فلا خيرَ لك في قَتْلِه» (أخرجه البخاري مع الفتح [6/185] رقم [1354] كتاب الجنائز - باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه؟ وهل يعرض على الصبي الإسلام؟).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم مسيلمة الكذاب على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته، وقدمها في بشر كثير من قومه، فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس، وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعة من جريد. حتى وقف على مسيلمة في أصحابه فقال: «لو سأَلتني هذه القطعةَ ما أَعْطَيْتُكها، ولن تعدوَ أمرَ اللهِ فيك، ولَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّك اللهُ، وإني لأُرَاكَ الذي أُرِيتُ فيك ما رَأَيْتُ» فأخبرَني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينما أنا نائمٌ ، رأيتُ في يدِي سِوَارَيْنِ مِن ذهبٍ، فأَهَمَّنِي شأنُهما، فأُوحِيَ إليَّ في المنامِ: أن انِفُخْهما، فنَفَخْتُهما فطارَا، فأَوَّلْتُهما كذابَيْنِ يَخْرُجَانِ مِن بعدي». فكان أحدهما العَنْسِّيَ، والآخر مُسَيْلِمَةَ الكذَّابَ صاحبَ اليَمَامَةِ (البخاري، الفتح [6/725]، رقم: [3620]، كتاب المناقب - باب علامات النبوة في الإسلام).

ومن دلائل النبوة استجابة دعائه صلى الله عليه وسلم:

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «اللَّهُمَّ علِّمْهُ الكِتابَ» وقد استجاب الله الدعوة النَّبَويَّة فصار ابن عباس أكثر الصحابة تفسيرًا للقرآن (رواه البخاري، الفتح  [7/126]، رقم: [75]، كتاب العلم - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم علمه الكتاب»).

وعن ابن عباس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء فوضعت له وضوءًا، قال: «مَنْ وَضَعَ هَذَا؟» فأُخْبِرَ. فقال: «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» (البخاري، الفتح [1/294]، رقم: [143]، كتاب الوضوء - باب وضع الماء عند الخلاء).

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة، فوضعت له وضوءًا من الليل، فقالت له ميمونة: "وضع لك هذا عبد الله بن عباس"، فقال: «اللهُمَّ فَقِّهُّ فِي الدِّينِ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ» (مُسند أحمد، رقم: [3102]، كتاب مسند بني هاشم - باب مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال الشيخ مقبل: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم"، انظر الصحيح المسند).

وعن عبد الله مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي عند البيت، وأبو جهل وأصحاب له جلوس، إذ قال بعضهم لبعض: أيكم يجيءُ بِسَلَى جَزُورِ بني فلان، فيضعه على ظهر محمد إذا سجد؟ فانبعث أشقَى القَوم فجاء به، فنظر حتى سجد النبي صلى الله عليه وسلم، وضعه على ظهره بين كتفيه، وأنا أنظر لا أُغْنِي شيئًا، لو كان لي مَنَعَةٌ، قال: فجعلوا يضحكون ويحيل بعضهم على بعض، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد لا يرفع رأسه، حتى جاءته فاطمة، فطرحت عن ظهره، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ثم قال: «اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ» ثلاث مرات، فشق عليهم إذ دعا عليهم، قال: وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة، ثم سمى: «اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ، وَعَلَيْكَ بِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ» -وَعدَّ السابع فلم يَحْفَظْ-، قال: فوالذي نفسي بيده، لقد رأيت الذين عَدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صرعى، في القَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ (البخاري، الفتح [1/416]، رقم: [240]، كتاب الوضوء - باب إذا ألقي على ظهر المصلي قذر أو جيفة لم تفسد عليه صلاته).

علامات متفرقة:

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ، قُمْتُ فِي الحِجْرِ، فَجَلاَ اللَّهُ لِي بَيْتَ المَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ» (البخاري، الفتح [7/236]، رقم: [3886]، كتاب مناقب الأنصار - باب حديث الإسراء).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ، فَسَأَلَتْنِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا، فَكُرِبْتُ كُرْبَةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ». قال: "فرفعه الله لي أنظر إليه، ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به. وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضرب، جعْدٌ كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى ابن مريم عليه السلام قائم يصلي، أقرب الناس به شبهًا عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي، أشبه الناس به صاحبكم -يعني نفسه- فحانت الصلاة فأممتهم، فلما فرغت من الصلاة قال قائل: يا مُحَمَّد! هذا مالك صاحب النَّار، فسلم عليه. فالتفت إليه فبدأني بالسلام" (صحيح مسلم [1/156]، رقم [172]، كتاب الإيمان - باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيخ الدجال).

وعن عائشة رضي الله عنه قالت: لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الخندق ووضع السلاح واغتسل، أتاه جبريل عليه السلام فقال: "قد وضعت السلاح؟" والله ما وضعناه، فاخرج إليهم. قال: إلى أين؟ قال: ها هنا، وأشار إلى قريظة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إليهم. (البخاري، الفتح [7/470]، رقم: [4117]، كتاب المغازي - باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة ومحاصرته إياهم).

ومن دلائل نبوته كراماتُ بعضِ أتباع النبي صلى الله عليه وسلم:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رَهْطٍ سرِيَّةً عَيْنًا، وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب، فانطلقوا حتى إذا كانوا بِالهَدَأَةِ، وهو بين عُسْفَانَ ومكةَ، ذُكِرُوا لِحَيٍّ من هُذَيْلٍ، يقَال لهم بنو لَحْيَانَ، فنفروا لهم قريبًا من مائتي رجل كلهم رام، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم تمرًا تزودوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب فاقتصوا آثارهم، فلما رآهم عاصم وأصحابه لجئوا إلى فدْفَدٍ وأحاط بهم القوم، فقالوا لهم: انزلوا وأعطونا بأيديكم ، ولكم العهد والميثاق، ولا نقتل منكم أحدًا، قال عاصم بن ثابت أمير السَّرِيَّةِ: "أما أنا فوالله لا أنزل اليوم في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك"، فرموهم بِالنَّبْلِ فقتلوا عاصمًا في سبعة، فنزل إليهم ثلاثة رَهْطٍ بالعهد والميثاق، منهم خبيب الأنصاري، وابن دثنة، ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قِسِيِّهِمْ فأوثقوهم، فقال الرجل الثالث: "هذا أول الغدر، والله لا أصحبكم، إن لي في هؤلاء لأسوة" يريد القتلى، فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم فأبى فقتلوه، فانطلقوا بخبيب، وابن دثنةَ حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر، فابتاع خبيبًا بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسيرًا، فأخبرني عبيد الله بن عياض، أن بنت الحارث أخبرته أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحد بها، فأعارته، فأخذ ابنًا لي وأنا غافلة حين أتاه قالت: فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده، ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي، فقال: تخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك، والله ما رأيت أسيرًا قطّ خيرًا من خبيب، والله لقد وجدته يومًا يأكل من قطف عنب في يده، وإنه لموثق في الحديد، وما بمكةَ من ثمر، وكانت تقول: إنه لرزق من الله رزقه خبيبًا، فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل، قال لهم خبيب: ذروني أركع ركعتين، فتركوه، فركع ركعتين، ثم قال: لولا أن تظنوا أن ما بي جزع لطولتها، اللهم أحصهم عددًا،

مَا أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا *** عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ *** يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ

فقتله ابن الحارث فكان خبيب هو سَنَّ الركعتين لكل امرئ مسلم قُتِلَ صبرًا، فاستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أصيب، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه خبرهم، وما أصيبوا، وبعث ناس من كفار قريش إلى عاصم حين حُدِّثُوا أنه قُتِلَ، ليُؤْتَوْا بشيء منه يعرف، وكان قد قتل رجلًا من عظمائهم يوم بدر، فَبُعِثَ على عاصم مثل الظُّلَّة من الدَّبْرِ، فحمته من رسولهم، فلم يقدروا على أن يقطع من لحمه شيئًا. (البخاري، رقم: [3045]، كتاب الجهاد والسير- باب هل يستأسر الرجل ومن لم يستأسر، ومن ركع ركعتين عند القتل حدي).

عن عائشة رضي الله عنها قالت: أصيب سعد يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له حبان بن العَرِقَةِ، وهو حبان بن قيس، من بني مَعِيصِ بن عامر بن لؤي، رماه في الأكحل، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق، وضع السلاح واغتسل فأتاه جبريل عليه السلام وهو ينفض رأسه من الغبار، فقال: "قد وضعت السلاح، والله ما وضعته. أخرج إليهم". قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فأين؟» فأشار إلى بني قريظة. فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلوا على حكمه فرد الحكم إلى سعد. قال: فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة، وأن تسبى النساء والذرية، وأن تقسم أموالهم. قال هشام: فأخبرني أبي عن عائشة أن سعدًا قال: "اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني له حتى أجاهدهم فيك، وإن كنت وضعت الحرب فَافْجُرْهَا واجعل موتتي فيها". فانفجرت من لبته فلم يرعهم وفي المسجد خيمة من بني غفار إلا الدم يسيل إليهم. فقالوا: يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد يغذوا جرحه دمًا، فمات منها رضي الله عنه. (البخاري، الفتح [7/475]، رقم: [4122]، باب المغازي - باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم  من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة).

الإخبار عن استقامة القرون الثلاثة:

عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ». قال عمران: لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد قرنين أو ثلاثة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ، وَيَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَنْذِرُونَ وَلاَ يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ» (البخاري، الفتح [5/306]، رقم: [2651]، كتاب الشهادات - باب لا يشهد على شهادة جور إذا اشهد).

إخباره صلى الله عليه وسلم بفتح بعض الأمصار وخروج بعض أصحابها إليها:

عن سفيان بن أبي زهير رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تُفْتَحُ اليَمَنُ، فَيَأْتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ، فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ، وَالمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، وَتُفْتَحُ الشَّأْمُ، فَيَأْتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ، فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ، وَالمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، وَتُفْتَحُ العِرَاقُ، فَيَأْتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ، فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ، وَالمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ» (البخاري، الفتح: [4/107]، رقم: [1875]، كتاب فضائل المدينة - باب من رغب عن المدينة).

إخباره صلى الله عليه وسلم بقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

عن حذيفة قال: قال عمر رضي الله عنه: من يحفظ حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ قال حذيفة: أنا سمعته يقول: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ، تُكَفِّرُهَا الصَّلاَةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ» قال: ليس أسأل عن هذه، إنما أسأل عن التي تموج كما يموج البحر. قال: وإن دون ذلك بابًا مغلقًا، قال: فَيُفْتَحُ أو يُكْسَرُ، قال: يُكْسَرُ، قال: ذاك أَجْدَرُ أن لا يُغْلَقَ إلى يوم القيامة. فقلنا لمسروق: سَلْهُ أكان عمر يعلم من الباب؟ فسأله، فقال: نعم. كما يعلم أن دون غد الليلة (البخاري، الفتح: [4/132]، رقم: [1895]، كتاب الصوم - باب الصوم كفارة).

إخباره صلى الله عليه وسلم بقتل عثمان رضي الله عنه مظلومًا:

عن النعمان بن بشير عن عائشة رضي الله عنها قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن عفان فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبلت إحدانا على الأخرى، فكان من آخر كلام كلمه أن ضرب مَنْكِبَهُ، وقال: «يَا عُثْمَانُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَسَى أَنْ يُلْبِسَكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ، فَلَا تَخْلَعْهُ حَتَّى تَلْقَانِي، يَا عُثْمَانُ، إِنَّ اللهَ عَسَى أَنْ يُلْبِسَكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ، فَلَا تَخْلَعْهُ حَتَّى تَلْقَانِي» ثلاثًا. فقلت لها: يا أم المؤمنين فأين كان هذا عنك؟ قالت: نسيته والله فما ذكرته. قال: فأخبرته معاوية بن أبي سفيان فلم يَرْضَ بالذي أخبرته حتى كتب إلى أم المؤمنين أن اكتبي إِلَيَّ به، فَكَتَبَتْ إليه به كتابًا. (مُسند أحمد رقم: [24566]، مسند النساء - مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها، وقال الشيخ مقبل: "وهذا حديث صحيح على شرط مسلم"، انظر الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين).

إخباره صلى الله عليه وسلم أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ستشهد يوم الجمل:

عن قيس بن أبي حازم أن عائشة رضي الله عنه قالت: لما أتيت على الْحَوْأَبِ سَمِعَتْ نباح الكلاب، فقالت: ما أظني إلا راجعة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: «أَيَّتُكُنَّ تَنْبَحُ عَلَيْهَا كِلَابُ الْحَوْأَبِ؟». فقال لها الزبير: "ترجعين عسى الله عز وجل أن يُصْلِحَ بِكِ بين الناس". (مُسند أحمد رقم: [24654]، مسند النساء - مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها، قال الشيخ: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين).

ومنها: إخباره أن فاطمة رضي الله عنها أول أهل بيته لحاقًا:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: أَقْبَلَت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَرْحَبًا بِابْنَتِي»، ثم أجسلها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسر إليها حديثًا فبكت، فقلت لها: لم تبكين؟، ثم أَسَرَّ إليها حديثًا فَضَحِكَتْ، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحًا أقرب من حزن، فسألتها عما قال فقالت: ما كنت لأفشي سِرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قُبِضَ النبي صلى الله عليه وسلم فسألتها، فقالت: أَسَرَّ إِلَيَّ: «إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي القُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلاَ أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقًا بِي». فَبَكَيْتُ، فقال: «أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، أَوْ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ» فَضَحِكْتُ لذلك.  (البخاري، الفتح [6/726]، رقم: [3623]، كتاب المناقب - باب علامات النبوة في الإسلام، ورواه مسلم).

 

بتصرف بسيط.