مقدمة
أم سارة
إذا تتبعنا قصص من سبقونا وتفكرنا كيف صاروا في الحياة، وفي أعمالهم وما آلت إليه أجسادهم الفانية، لبكينا ما بقي لنا من حياة على تقصيرنا في حق الله وسجدنا لله تضرعًا وابتهالًا ورجاءً أن يتقبلنا عنده في من رضي عنهم، وغفر لهم، وختم لهم بالصالحات..
- التصنيفات: الموت وما بعده -
باسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين..
وسبحان من أنذرنا وقال: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [الحديد:20].
أما بعد:
تأخذنا الحياة وتُلهينا بمشاغلنا والانغماس في مشاكلنا والتفكر في الأولاد والأهل، نتوه وسط الزحام ولا يشغل تفكيرنا كيف تكون الخاتمة، لم نفكر أبدًا في اللحظة التي سنلقى الله عليها –إلا من رحم ربي- هل نحن على الطريق الذي يرضي الله عنا أم لا؟ هل نتبع هدي رسولنا خير الأنام عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام؟
وإذا تتبعنا قصص من سبقونا وتفكرنا كيف صاروا في الحياة، وفي أعمالهم وما آلت إليه أجسادهم الفانية، لبكينا ما بقي لنا من حياة على تقصيرنا في حق الله وسجدنا لله تضرعًا وابتهالًا ورجاءً أن يتقبلنا عنده في من رضي عنهم، وغفر لهم، وختم لهم بالصالحات..
لذلك أحببت كتابة بعض القصص عن خواتيم الأعمال لبعض من رأيتهم وسمعت عنهم، هدفي في ذلك العبرة والعظة، وأن نضع الموت أمام أعيننا دومًا، فلا نترك لأنفسنا العنان لتفعل ما تريد، بل يتوقف كل منا عند كل كلمة، وكل عمل، وكل لفتة ونظرة، هل نرضي الله بها أم لا، فقد نُقبض عند عمل ما أو لحظة نظرة حرام، أو كلمة فيها بهتان أو شهادة زور وتكون تلك الخاتمة، وأسأل الله ألا تكون هذه الكلمات شاهدة علي بل شاهدة لي، وأعوذ بالله من أن أنصح وأُذكر ولا أعمل بما أقول فأكون ممن قال الله تعالى فيهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ . كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف:2-3].